22‏/02‏/2013

حكاية/ي



   حكاية قصاصات من أمل....نجت من محرقة الأفكار بأعجوبة....هربت من الدفتر الأزرق خلسة...كتلك السحابة القطنية الناعمة...التي أمطرتك على حياتي ذات ربيع...حملتك معها من بلاد العجائب...لتغرق أيامي بأنوثتك الساحرة....وتهطل على جفاف قلبي كأغنية ممنوعة من الصمت....موسيقاها شاردة من قيثارة يونانية قديمة.....تملي عليّ تينك الكلمتين....ترددهما على مسمعي طوال ظهيرة...بشغف النغمة الأولى.


   وفي حبكة الحب اليوم....أسير وغيابك مدعيا اللاكتراث....وأجابه شغفي بالنظر إلى الوراء....والوقوف دقيقة تأمل بطيف عينيك الباهتتان كذكرانا خلفي....عابرا حزني الملقي على قارعة الطريق....يرمقني بتلك النظرة....ليجهش بالبكاء فجأة....ويبلل أطراف أصراري بالدمع....فأتمنع عن النظر إليه....وأكمل طريقي,بصمت.


   ثلاثية تلفزيونية بسيطة....يعشق...يسقط...ينهض من جديد....كحتمية قدر.


   من السهل دائما البدء بالحديث عنك....أن أستطرد إليك خلسة في كلامي....لأسترسل بالتضمين عنا....عن حكايا لنا....مسطورة بماء الذهب على جدار العمر...أتهجد إليها كل مناسبة عشقية....أتكلم وأتكلم حتى يبح صوتي....فكيف أنهي كلامي وقد طال....وأنت لم تنتهي مني بعد....من الصعب الخروج منك....فهل أنهيك بصرخة أم بدمعة,أم أكتفي بالصمت تقديسا فقط؟


19‏/02‏/2013

لكررت حبك للمرة ثانية




لو كان لي قلبان...لأحببت...
لو كنت أملك رصيدا آخر من كرامة...لتكلمت...
لو كنت أملك بقية من أيمان...لصدّقت...

لكني يا موقعرة الأنوثة ما عاد لي قلب لأعشق...
ولم يبقى في جعبتي كبرياء....
فأنا أشلاء،
ما عادت تؤمن بصدق خرافات الحب....
حطام رجل تاه في عتمة الأيام...فلن أعشقك.


15‏/02‏/2013

لغائبة


يحدث أحيانا،
وسط فراغ روحك
أن يخور جبروتك...
تسقط الأقنعة....
تعريك الحقيقة....
تتركك مكشوفا لذاتك،
بلا تبرير يقنعك
ولا حجة تسترك...
ترتجف وهبوب شباط....
لتعي بأنك،
لازلت على قيد الحب...
بأنك وقعت فريسة الصدف.

***

صدفة،
ربما أكثر...
حدث مدبر إذا...
مكيدة قدرية...
أن يتعثر ناظري بوجهك...
شاحبة،
بعمق عينيك ذاته..
لكن بابتسامة
تخفي خلفها
اصفرار الأيام
الطاغي على ملامحك...
جسد هزيل بعض الشيء
لكن بذينك الروح الحزينة
التي طالما عشقتها.

***

تجالس روحي الخاوية....
إلا من صرير الأبواب المواربة
وراء من رحلوا...
تتذمر من رطوبة قلب
مغلق منذ سنين...
لكن نورها-كعادته-
يضفي على كل شيء،
بعض الألوان...
مزهرية أحلام على المنضدة هناك...
بعض شمس الأمل تختلس الدخول...
من يمين النافذ إلى جهة اليسار.

***

لمعنى أن يفلت كل شيء
من بين يديك...
تفقد السيطرة...
تخرج عن السياق....
وتتسابق الأفكار المدمرة...
تحاول التهرب،
فتتنكر لك قدماك...
تستجدي الزمن ساعة تماسك...
لتبقي أركان رجولتك قائمة...
وتعيد سرد حكاية
ما قبل النسيان...
لطفلها المدلل،
المختبئ في صدرك...
فصلا آخر من مذكرات...
رجل لم يفهم شيئا.


08‏/02‏/2013

شغب أفكار


أسير بين ضوضاء الشوارع هاربا....
لست أدري أربعة كانوا أم اثنين...
يدارون عني صمودي المغوار....
أواجه المجهول بثبات مفتعل...
لا طاقة لي أكثر
على ذلك الخدران الذي يجتاح جسدي المنهك
من السير على خطوط الحياة المتصلة
لا فاصل تهرب منه
بجنون من يود الأنتهاء مما كُتب عليه فعله....
على رصيف الهذيان اخطو....
لا خطا تعرفني،
ولا أدري إلى أين سيلقيني ترنحي

***

على شرفة الحزن...
المطلة على نشوة الأمل وقفت....
في لحظة
لم يكررها التاريخ سوى لخيبة واحدة...
لنبضة قلب واحدة
لم أقفّي للنساء بعدها قصيدة....
لم أعرف منها إلا النهاية
بعض الكآبة المصتنعة,
والكثير الكثير من الدوخان.....
في حب لم أعرف له بداية أو حتى نهاية.

***

مسائنا صغير
استطرد من دمي بعض نشوات الحزن وخيبة....
أنتظر المستحيل,
أراهن على الغد,
بأكوام بالماضي...
فألمح في أفق عينيهما,
خذلان يتربص بي....
ذات مصير ينتظرني في نهاية المطاف...
بماذا استتر،
بظلال القدر...
أم بأعمدة السماء...
ام بتسويف متقن .
بأي فخ وقعت....
بفخ الذاكرة ربما....
أم اصتدمت بمطب صور الماضي المؤلم....
كالعادة,لا أعلم....
لكن المكابرة حلّي الليلة....
سأكظم حزني حتى أصل نهاية الطريق
واقفل النعش على كل تلك الأسئلة
واستلقي لأنااام



07‏/02‏/2013

يهوي فيها...مرتين



   السماء منهكة بشطحات السحب الصغيرة....الشمس تلتحف جبال الغرب لتنام بهدوء...والأرض تأخذ بعزف مقطوعة العتمة الطويلة القادمة....يتخبط اسفلها كمغترب في زحمة الأيام....تتراكض كل الأشياء حوله،واقفا دون أن يبدي أي حرارة أو شغف للحياة....صوتها لن يزوره الليلة إلا في حلم...نوم يصرع فيه أرق الحرمان.

-"ذلك القمر المنتقص من اللهفة ربما ما تبقى لنا لنتشاركه هذه الليلة".
   فبعد أن خلع محبس الأخلاص من بنصر يده اليسرى....وتخلص من كل أشياء الحب....والقى بعشق لم يكتب له الدوام بمزبلة التاريخ.....بدر السماء كل ما تبقى....حتى البدر توارى خلف الأفق جفائا....وتركه وحيدا لحزنه.



-"متى سأكف عن حبك؟".
   يطرحه السؤال أرضا....يرميه كخرقة بالية علقت على سياج بيت....ليعود مع أول كلمة،مثيرة للشفقة...ودمعة استعطاف لقلبه....توقعه بها مرة أخرى....طفلا عابثا في متاهة حب معتمة....لا نهاية يعرف لها من بداية....يحن،يضعف،يفكر...ثم يلقى القرار في يد القدر....هكذا نحن،نسمي قرار العاطفة حكم قدر....لنجد من نلومه إن فشلنا.

   يعود مرة أخرى للخوض في بحر لا قعر له عَرَف....ولا أين ستلقيه الموجة التالية....لكنه يحدق مبهورا في سحر شروق الأمل من بطن المستحيل....ويكمل الأنتحار,بأبتسامة.


03‏/02‏/2013

الليلة سأعترف


لـ"أن الأنسان بلا حزن...ذكرى أنسان"
-نزار قباني

بكامل قواي العشقية...
واضعا كرامتي خلفي...
وكبريائي المنشغل بمداواة جروحه....
سأعترف لك الليلة
بحب...
سأعترف,
بأني أشتاقك...
أشتاقك حد الألم....
أشتاقك حد الحزن...حد الموت

&&&

أعترف لك يا سيدتي أنك معلمة الحزن الفضلى.
وأعهد لك بمنحني جنسية عاشق حزين.
وبأنك ذلك الخيط الرفيع بين اليأس والأمل.
والفارق الوحيد بين الحلم والواقع.
وبين النضج والمراهقة.

&&&

أتألم...
أتألم بكل تصّنع
لابتسامة جبروت وقوة
ارتسمت على شفاهي بمرورك من أمامي...
بكل عشق جديد سلبني أياه حبك...
بكل صرخة خرجت من جوف مظلوم منك....
بكل العهود التي قطعت صمتا,ووقعت غيابيا.....
بكل دمعة وقطرة حبر وكأس....
بكل تلك التفاصيل التي لا يلقي لها أحد بالاً...
بِـ حُبك أيضاً أتألم...

&&&

اعترافي مكتوب....
لكني أنكره....
تنكره فطرتي الشرقية...
قلبي المحطم....
أفكاري العنجهية....
وسأنكره أيضا
إن أتيتني طرقة باب
لحب المدفون في مقبرة النسان



بآئستي الهاربة

ومن جوف الفراغ المنهك مللا
تُطل أنثى الأنكسار...
بعينيها الغائرتين كآبة...
وأنفها الحاد غرورا....
وقلب تشقق حزنا....
تراوغني بعينيها
تتهرب مني،
وبلا جدوى
ترمم جدار حيائها المتهالك...
لا تخافي يا فتاتي...
فالجدران لا تشي بالحب الطاهر....
وضباب شوارع مدينتنا سيوارينا
عن أعين الأقدار....
سيستر ما فاضت به ارواحنا من شوق....
ويذكر حكاينتا في كتاب مقدس ما.