31‏/08‏/2013

رهبة

وأني أخاف الأوراق الأخيرة من كل كتاب...كخوفي من فراق صديق...أو وداع شعور جميل...رهبة السطر الأخير...أخاف أن أترك لقارئي أنطابعا خاطئا...أو أزمة ما...قصة معلقة...سؤال خانق يبحث عن إجابة...كما أخاف أن يخيب ظني بكاتب أصبح صديقي حقبة ما من الزمن....
فأن كان الكتاب جيدا...أخاف أن لا أجد آخر بجودته...وأن أفقد المتع التي منحني أياها...وإن كان سيئا...أخاف أن تقلب موازينه في آخره...فأندم على حكمي المتسرع...هكذا أنا...دائما خائف...

30‏/08‏/2013

انقلب السحر على الساحر


   تستطيع الآن القول أن أيامك أصبحت معدودة هنا...ليس أيام حياتك،بل لحظاتك السعيدة...بتَّ تؤمن أن السعادة قرار شخصي...تتخذه في خضم أزمة أو وسط نوبة أكتئاب...كلُ ما هو حولك مثير للتعاسة....فراغ محدق....تخوض تفاصيل حياتك أكثر...لتجرّك نحو المزيد والمزيد من الكآبة....بأحداثها الصغيرة وأفكارها الكبيرة....كل شيء يقودك بالنهاية إلى قدرين...الموت أو الحب...او كلاهما معا....فحتى أفكارك ومبادئك، تقييمك للأشياء وأحكامك؛كلها قابلة للتغير والتأويل...حتى ذاتك.

   اليوم فقط...تدرك أن اللعبة أنتهت...أو بالأحرى؛ أنتهيت أنت منها....أصبحت ممله...ألعاب الأحاسيس تعيد نفسها بذات الوتيرة والترتيب...كل الفلسفات والحلول المفترضة...القناعات التافهة...تلك التي حملتها ناشرا بين من احتاجها...حاجة لحظية...محكومة بفترة نقص وفراغ...نوع نادر من الأحتياج...حملت جرحهم ألما شخصيا...جرحا كأنك صاحبه...تتألمها كي تفهمها أكثر...تحتمل كل تلك الخسارات المترتبة على الأصابة بها...ليست جروحك...فلماذا تتألم لها؟

   الموت الحياة القدر...الحب...تلك المعادلة العصية على الفهم....هل استحقت كل ذلك الهذيان...كل تلك المنطقة اللامجدية...كل تلك المشاعر المهدورة عبثا...اليوم صرت أشك بأنها ذهبت هبائا...بل من المؤكد بأنها عبثية بقدر جنونها وإدمانها في ذات الوقت...كلها تقودك نحو مصير واحد...الجنون الحتمي.

24‏/08‏/2013

عن الحكايات التي لا تموت


   تراودي منذ أيام فكرة عنيفة بأقفال هذه المدونة....فما عاد هنالك ما يكتب...بحثت طويلا عن سبب مقنع لأبقائها فلم أجد...كل النصوص التي تخرج مني صامتة....لا تحكي أحدا سواي...أنانية أم مللا...لا أعرف....تأبى الكلمات الأنسياب كما كانت...كأنها تتشبث بطرف قلمي صارخة"نحن ما تبقي منك،لا تعدما بنص"...حسنا كما تريد....سأبحث عن أحدهم يقنعني بعدم أتخاذ ذلك القرار.

   اليوم نظرت بتمعن....لكل تلك النصوص الملقية هنا وهناك...عمر هذا المكان ناهز المئة مسودة...إلا من قليل...كل تلك القضايا العالقة...النصوص الغير مختومة....والغير منتهية....تنادي بحثا عمن يريحها من عذابها...يخرجها للنور...أو يطلق رصاصة الرحمة عليها كما تقول ريتا...وأنا أفضل الأخير بصراحة.

   سبب واحد فقط كان يكفي...شوق يتململ...أو فكرة تصول وتجول في فكري إذا أنا فكرت...أو حتى كلمة لن تخرج من فمي لأحدهم أمامه...أدفنها هنا....كانت تكفي لولادة شيء...لا نص أو سطور ولا حتى كلمة...شيء...شيء ما أتريث الأفكار حرصا على عدم تبخره هباء الليل....كلما هممت بأحتضان لوحة المفاتيح...صدمت....أتفاجئ بأول الأفكار تلوح بأفق القلب تقول:"كل الذين تحبهم رحلوا،ماتوا منتحرين بفكرة.تنهيهم كعقب سيجارة تقذف بها أحلامك معهم"...هكذا أصبحت.

   إذا؛سأجيبك بحزم...نعم تغيرت...تغيرت كثيرا...حتى ما عدت أعرف نفسي محاولا الأفاقة أمام مرآة الصباح...أستمر في إقناع نفسي بأنه أنا...بشعري المتفرد...قمي الصغير بابتسامته المثيرة للسخرية...أستمر في ذلك طويلا...اتحسس ذقني جيدا....فأكذب،لأنهي صراعا سيهدر يوما آخر من عمري في محاولة لأستيعاب ما حصل؛كل ما حصل....لن استوعب شيئا...وإن كنت أغط في نوم عميق...أرجوكم،لا توقظني....فأنا مستمتع.

   إن كنت يا صديقي ساذجا مثلي فستفهم بساطة ما أقول....وإن حاولت الأستذكاء...والبحث عما وراء النص...فستكرهني جدا....أتمنى ألا تنضم لقائمة كارهيّ...فالحمد لله هم كثر...والقائمة تطول.


16‏/08‏/2013

مجرمة...بطريقة ما!


أمام المرآة...تضع آخر اللمسات،رشتين من عطره....
الساعة المزركشة...هدية أخيها من آخر سفراته...
توثق "إبزيم" الكعب العالي الذي انتقته وأمها من السوق قبل أيام....
تخرج إلى الصالة....تقبل جببن والدها:لا تقلق،لن أتأخر....
تخرج من البيت وقلبها يكاد يقفز....فرحا،لا خوفا...بل شعورا بالذنب...
تخرج هاتفها...تطلق العنان لأصابعها تعزف رقمه"دقائق...وأصلك"...
ولقدميها إلى حيث الواقعة...
هي لا تمارس خطأ...هي لم تخن إلا نفسها...بل على وشك ارتكاب جريمة حب.