18‏/09‏/2016

صباح ثلاثاء أزرق

"إن كل ما أريده هو أن أبقى قريبا منها، في الهالة التي تحيط بها، في الإشعاع الذي يصدر عنها، إلى الأبد، مدى الحياة.
لا أعرف أكثر من هذا"

-دوستويفسكي

اللحظة الحاسمة، على الحافة تماما بين الموت والحياة، بين الحقيقه والخيال، والتيه بالجمال. عيناها تبرق، والسماء تطرأ: بوركتم يا أبنائي.

رغم الفرح العارم، والسعادة الراسية على جانب السرير الآخر. خيم علي ظل الكآبة الثقيل. ابتعد، فما من مكان لك هنا الآن. اني حقا حزين. ولكن الدمع يأبى أن يأتي. برادع الصراخ توارى خلف ضحكة. انها السابعة، تبتسم وتقول صباح الخير. اتصنم بأبتسامة، خير لي اتذكر تلك الملامح. فأنها حقا لن تعود...

03‏/02‏/2015

لعابر

اي مصادفة كونية قد تحدث ان تدخل هنا...وتبحث عن نفسك في سطور احدهم...شخص ما انقطع منذ زمن يشابه البعيد عن سكب الحزن على الورق( افتراضا)...اظن صدفة الخلق قد تُصدق، اما هذه فمحال.

ستكون الآن ربما تعبا...نهارك الروتيني مضني، اعلم ذلك جيدا...ولربما يكون اليأس قد نال منك في محاولات بائسة في خلق حلم صغير يبعث الأمل على ظلام ايامك...انا مثلك تماما، لكني مللت تحسس الجدران بحثا عن تلك فسحة...او صدع ولو كان صغيرا في جدار الواقع المتين. و احدس بأنك جلست هناك (انت تعلم جيدا اين) وحدك تحدق في الفراغ...تتأمل في صمت وتسأل عن فصل كتابك القادم اين سيلقي بك...في التيه سبع سنين اُخر؟...لا جواب....لكنك لن تصدق ايضا....انا مثلك...لكن عِجافي اطول من سبع...اظنك سترجع للخلف برهة، تسند ظهرك الحاني وتقول...انت لا تعلم...واقول، انا لن اعلم...ولن اسمع...لكن للأستسلام لذة لم نذقها يوما...لذة الجلوس على رصيف الحياة....وتأمل الراكضين خلف امنياتهم...والنظر للبعيد هناك حيث سبقتنا احلامنا...وما عدنا قادرين على اللحاق بها...هل اصبح حملنا اثقل؟...لا إظن، فقط ظهورنا تعبت من حمل الماضي والجري على افتراض انه لم يكن....انها ليست هناك تثقلنا وتقتلنا شيئا فشيئا.

كلامي يطول...وانت متعب....عطرك نفذ وما عاد لمرورك رائحة...القدر رمى نرده هذه المرة وانا لن اراهن...فلقد تعبت من الخسارات...اليك اهدي ذكرى صغير بوعد مقطوع ما ازال عليه....فهنيئا لك دور الضحية.

الموقع: خائن

08‏/11‏/2014

خيانة ذكرى

خرج برعونة مسرع الخطى نحو معتكفه... اغلق الباب...ورمي نفسه بسرعة خاطقة فوق منصة احلامة الأخيرة...على سريره الحاني الدافئ..لا ذنب لهم...ولا اعقد من مزاجه...يتدارك الطرقات والأصوات القادمة من خلف الباب...تطالبه بالخروج...

كنت احارب كي اكتب قصة ما...احكي بها ألمي...او احاول بها جلد نفسي...اهرب للبعيد...لكن عبثا اهدرت لاوقتي....الفراغ الحالك اغرقني حد التبلد...حد استنزاف الصمت بعدما انتهي الكلام....اظنها عشرون او ربما ثلاثون...مجموع الكلمات التي نطقت بها اليوم...ليس بجديد....فأنا على هذا الحال منذ حين....اتسمر عاريا من الأفكار امام بياض الصفحة....ولا جديد ينتشلني من الهاوية....افقد كل شيء حولي...شيئا فشيئا اتنازل عن انصاف الأحلام التي توقظني كل صباح....وادمن اكثر تلك الكوابيس الليلة عنما اظنه ذكرى او لربما ماهو آت.

راودتني تلك الكتل الضخمة من الهموم على شكل افكار...وانا اغلق آخر الليل بشيء ما مفقود...بقطع ناقصة من الأحلام المزركشة بهوامش كئيبة....وحروف ساقطة من ذات الكلمة...كأن المساء العتيق هو نافذتها الوحيدة على السماء...وقت الجرد والحساب....وتطول وتطول حتى يلحق كبير عقربها الصغير...وتصبح "تك....تك...تك..." صوت سجائر تناطح منافضها بسكون الليل الموحش....لربما اموت هناك الليلة....بلا تنهيدة...كما نسيان.

هي طريقة أخرى....ثورة على الذات... كأمل...كوهم نسيان هو في الحقيقة اعتياد...جوابا صبيانيا اظنه لكنه واقع...او لربما قدح مسروق من اكسير الضياع....يعادل احتياجنا وضعفنا ببعض من الأمل....او انها صيغة مهذبة لخيانة الذكرى...تبرير منطقي لجريمة واضحة...مع سبق الأصرار والتعنت.

10‏/10‏/2014

الركض هربا من الوحوش

تداهمني الليلة هواجس مخيفة...عن غد أغبر اعفر...يحمل في طياته ألما مقدر...تعبت من طول الأمل...واخاف يوم جرد الحياة الأخير...يوم أن تنسى...ارتعد خوفا كلما جالت ببالي كل تلك التفاصيل الصغيرة...عن الوكسة القاتلة....حيث تموت روحك...وتفقد عنفوان ايامك...راكضا خوفا....وربما جهلا....بعيدا عن قدرك المحتوم...عن ذلك الطريق المنطقي المعبد...الذي رسمه لك احدهم...اتحدث هنا عن تلك الريشة الصغير في يد السعادة...ترسم لك على اقل من مهل...عن الريشة ذاتها بين اصابع فتى هاوي...يدعى التفاؤل... بعض الذاكرة الليلة يداهمك بثورة...على كل اعراف حياتك الرتيبة....مطالبا كل حواسك بالعودة إلى البؤس الملقن...من سيد ذي سطوة خفية....يتلاعب بأيامك...لكنك عاجلا ام آجلا...سترضخ