16‏/12‏/2012

حكاية انثى المطر


"أنثى المطر كنت....عرفتك في شتاء...وفقدتك بعد آخر....أحببتك مبتلا بوهم.....ووسط برد ثالث خذلت"




   أقدس الشتاء....كذبت قبلا حين قلت أنني أكره البرد....فالشتاء قصة وأياها....تتجدد مع كل ترانيم للمطر،موسيقى طرقات حبات المطر على زجاج الروح.....كنت دائما أرتجف وسط صقيع الذاكرة....ارفع رأسي مصطك الأسنان متطلعا.....لصوتك يغيم على سماء وحدتي مثقلة بكل ذلك الحب....تتهادى قطرات كلماتك فوق أوراق قلبي....لتغدق أرضا جفت أنتظارا لمائك....فاخلع معطف الصمت عني وأعري الروح أمام المساء....غير عابئ بحياء العقل من فكرة العشق المجنونة....ولا بعواصف الرحيل القادمة قدرا....استمتع بأقترابها متأملا حفرها لذكرى جديدة إلى حائط الذاكرة تنهيه بتوقيع اسمها على ناصية الأيمان السفلى....فسيفساء القدر بيد القدر....لتصبح هي كل أدياني ومعتقداتي،وذلك الحكيم الذي يتربع بداخلي.....ضجر الشتاء لم يعتقني من عذابه هذا العام....


14‏/12‏/2012

موت على عتبات الحب...طيبة

"قال:
انثر بذور الأمل فوق نصوصك....لعل إحداها تنبت شجرة تخرجك من مستنقع اليأس الذي تغرق فيه"

   قبيل غصة الاحتراق الأخيرة....علقت آخر شحنات البوح في حلقه....توقف عن الكلام كمن يحتاج دهرا لاستجماع نفسه مرة أخرى....ما كان يجرؤ على الخوض في ذكرها قبلا,لكنه فعلها اليوم,مرتين.....وردة بيضاء عُطفت على حروف أسمها الخانقة...ويأس مهول يعتاش على خذلانه المختلق في الثانية....أنه خائر التماسك الآن،يداري قطر الأسى من عينيه ويفضل الصمت احترازا لمزيد من الألم لهذه الليلة....وعكة حزن واحدة تكفي لعمر.

   تحامل عليه برد الشتاء واكتظاظ الذاكرة تلك الليلة.....اجتمعا ليولدا نهرا لا ينضب من الصور المتتابعة لكل تلك الآلام الصغيرة....فللألم فصل،تنتهي به الأحلام وتجر في جوف سكونها كوابيس الشوق لمن لن يغدو....لا يريد لها أن تنتهي قبل أن تبدأ,ولا بعد البداية حتى....خوف الفقد,لربما كان المصطلح الأمثل.

  ينتظر الصباح بفارغ الحلم،ليهرع متعاطيا حبوب التماسك،ويرتدي أجمل ابتسامة....لتنطلق نحو يوم جديد تواقع فيه الخيال بحرفية ممثل،تلتهم فيه ما ظفرت من الحياة بنهم دون استمتاع....فأنت تمثل دور السعادة فقط...تتعامل مع الأنفاس كديكور مسرحي،يجبرك الدور عليه....وتمارس الحياة بحرفية تامة,غير مستعد للتورط عاطيفا بتفاصيلها....عِشّ كمعفي من حكم بالأعدام للتو....أستمتع بلحظة الحب وكأنها الأخير,كأنك تتأمل عينيها لآخر مرة.....ومثلما قال الرطيان:"الحب يجعل الأرواح أجمل وأنبل".....فاسرح بحديقة الأزهار التي في قلبك ولا تنشغل بغياب سيدتها عنها...أستمتع أنت,ولا تقلق,,,هي ستأتي.

     لم يكن من الصعب الضياع في حب كذاك....واضعا كل الأفكار في كف الترجيح....حبها لم يبقِ شيئا مؤكدا....كل شيء أصبح على(كف عفريت)...أما أن ينجوا,أو أن يحب.


09‏/12‏/2012

إليها كتبت...وليس عنها


"مُغفَّل إن ظَننتَ أَن الكِتابةَ عن قِصةٍ ماتت يُثبت حياتها، الكِتابةُ موتٌ آخر وطعنةٌ أَكبر و شتيمة تُوجه للحكايةِ و ماضيها !"
-نبال قندس



   خبلي العشقي العزيز....الليلة أضعك على طاولة استجواب....أمام جلاد أحساس لا يرحم،بسوط عرّاك من كل أزياء الأدعاء والتزييف....وكشف عورات كذبك المشينة....وجدت من يكشف خداعك على طريقتك الساذجة في أخفاء الحزن.... كنت أداري عنك زلاتك أمام أعين الجميع وأبرر لك وأقول لهم "اعذروه...."....كنت أنصرك،ظالما ومظلوما.


   سؤال متهكم يراودني عن حزن....أكنت حقا أحبها؟أم أنني أحب ألمي بها؟....أكان في ذلك الحب نوع فريد من محاسبة النفس،جلد الذات....كان ألما يغسلني من ذنب،يجعلني في طهر رضيع....يعيدني عاشقا هاويا يسرق قبلة من شفاه القدر....امرأة لا أريدها....ولا أريد أن أشفى منها....بريقا أخاف زواله مع غصتها.....لم أخاف ممارسة حبها ثانية.

   مساء الخير سيدتي....مساء المساء الكئيب....الملبد بدخان الذكريات المحترقة....لا أعلم أي الرسائل المضمنة ستصلك مع هذا النص...وماذا سترين بين أسطره،حبا/ضعفا/حزنا/كرها/أو ربما حقد....بل أنه ألم التخلي...ليس تخلي عنك،أو تخليك عني...بل تخلي الحب عنا في أشد حاجتنا إليه.


27‏/11‏/2012

أنثى القدر الأوحد



   وهل ظننت أزالة وشم اسمها عن ذراعك....أو حتى التخلص من ذراعك كلها سينسيك/سينقذك.....يليق الحزن ببعض الوجوه أكثر...تزدان العيون بسواد الأنهاك،ويصبح الشحوب سمة جمال،أو شيئا جذابا من نوع آخر...والدموع العالقة على أخر الحسرة المختبئة خلف النظرات تشدك نحوها....كشرب نخب نسيان الأحزان في اللقاء الأول على طاولة فضفضة....لتصبح كؤوس النسيان ذكرى أضافية تضاف للأولى....فنحن لا نشرب لننسى،بل لنستبدل ذكرانا السيئة بأخرى أسعد.

   لم تكن انثى بقدر ما كانت وشما يزداد ظهورا مع الزمن...سنتان على ذاك الندب،يزداد احمرارا بتدفق الحب نحوه،ويؤلم بخدر في برد الشوق وشتاء اللهفة....كان يتعامل مع الزمن بمنطق عكسي،يصبح وشمها ظاهرا أكثر كل يوم،وملفتا أكثر للنظر على ذراع التضحية....كانت تغرس فيه بعمق بمضي يوم آخر بجانبه،وأعمق في كل يوم بعيدة عنه....كانت حبا مستفحلا،ألتهابا عشقيا حادا.

   لتربح لعبة الحياة،ليست الحنكة في أخفاء الأوراق الرابحة....بل في انتهاز الوقت الملائم لأخراجها....وهي ألقت أمام عجزه ورقتها الرابحة الأخيرة....لتستل المستحيل منه بدافع الحب الأعظم....لتجبره على ممارسة التضحية الكبرى,المحفزة للندم قبل أرتكابها حتى....وهو ينساق وراء الأحلام المرسومة،المحبوكة برقة أنثى وكيد وامرأة....دون أن يحيد عن المفروض يسير صمتا،بلا صراخ الألم المدقع.


"اِحزَّنْ .. لكن بِكبرياء !"

-هبه الجنـدي .



24‏/11‏/2012

لم يفهم 1

كاد يقتل نفسه غيرة....اغتص صوته؛كأن غيظه أصبح أكبر من الأختباء خلف ابتسامة....وقال:وهل سعيدة أنتي معه؟!؟
أجابته:الجنة ليست مكان السعادة الوحيد،على هذه الأرض يوجد شيء...ومن يرضي يعيش.
وفي استدارك متذاكي حاول نصب فخ ماض أمامها بسؤال:وهل هناك غيره هذه الأيام؟!؟.....بجدية تجيبه:لم أحصد من أيام الطيش تلك سوى بضع عبر...كنت بغنى عن تجربتها لو وجدت نفسي منذ البداية....عندما تمتلئ الأنثى بذكر،فلن يبقي لها فرصة التفكير بآخر.....ابحث في ضياعك عن أنثى ترتوي منك وترويك،وتمسك بها....فالحياة أقصر من أن نقضيها بالتجارب العابثة.
لم يعي يومها ما قالته....ظنها تهرب من عينيه إلى زوج تحافظ عليه...تحمي عشها من أغارة ماض أسود هو أحد أركانه.

22‏/11‏/2012

مزهرية أحلام




"الأحلام كالزهور...متى ذبُلت...يستحيل إحياؤها من جديد"

-محمد الماغوط

أتعلم..أكثر ما يخنقني,هو تلك الأمنيات المبحوحة المتحجرج صوتها من تحت انقاض العمر....تلك البراءة الصغيرة المتشبثة بأعماق دواخلنا....تستنكر ما تفعله الأيام بنا من تقدم خطوات العمر متناسين ادراكنا الطفولي الجميل في جانب الذاكرة الأسحق.....تلك المثاليات التي لطالما آمنا بها وصدقناها وضحينا بالكثير من أجلها....نضعها جميعا في خانة الأحلام البائتة,المثيرة للضحك والسخرية.....كانت يوما. طموحا نصبوا إلى تحقيقه كما رسمنا له....بعيدا عن ضوضاء الشباب وصخبه.....بهدوء كنا نجلس بمحاذاة البرآءة,متكئين على جدار الثقة بمن نلقي أحمالنا وراء الظهر عليهم.....لنخطط بأخبث التفاصيل الدقيقة لخطواتنا نحو حلم لربما كان مجنونا أو"ضربا من الخيال"....فهل حقا كبرنا,أم أحلامنا صغرت,أو أننا لم نعد نستحق....أو أن فقد ذلك الشغف للحياة هو ما ذبل وليس أحلام....أظننا كنا أنقى,أطهر.....والأحلام هي من كانت خبيثة.....

20‏/11‏/2012

أن تؤمن




ذاك المساء فقط....أدركت أني أحببتها....عندما اغمضت جفناي محترزا لصور الذاكرة الرمادية....
ملتفتا يمين النوم ويساره تحسبا لأرق مباغت....علّي أمر بليلي سلاما.....
أصبوا للضفة الأخرى، لصباح أمل بلا تسوس مزاج ينخر نهاري....
هناك,اصتدمت بحادث قدري وعينيها....
لألم الصدمة فزعت كمجنون من على السرير..
***
كان الليل قد جاوز حكمة الكهولة بقليل....
أنها ملونة......صورة أنثى تطبع برأسي بألوان لأول مرة منذ الأنقلاب الخريفي لذاكرتي...
ابتسامة ممزوجة بالأمل تدخل كتاب الذاكرة....
أتيقظ من كابوس/حلم جميل....
أشهق لهول احساسي بدموع الفرح تذرف من عيني....
أتيقن من أنني عشتها مرة أخرى....تجربة حب بوقع اللهفة المجنون،تلف أيامي بذاك الطابع الجميل المتقن للفرح....أو للبحث الأزلي عن مصل السعادة الأبدي....أكسير الحياة الاسطوري...
***
أصبح للأسود المنخط فوق اهدابها،ترميز آخر ملون يمنحه تلك الجاذبية المتسللة من العالم الآخر...
كمرآة قلبت معاني الحياة وموازينها رأسا على عقب....

كأزهار التوليب تزين زفاف....أصبح يوحي بلائكية السجع للحمام....
كطبيب روح زارني الليلة بشاكلتها....بملامح التمنع الشهية خاصتها......

يهمس في أذني تعويذة "السحر الأسود" الشافية.....
"أن تؤمن يا ولدي بشيء ما"


13‏/11‏/2012

احتمالات

رُبَما.....نَلْتَقيْ ذَاتَ حَبّاتِ مَطَرٍ عَرَفْناها فِيْ شِتَاءٍ عَابِرٍ....صُدْفَةً

11‏/11‏/2012

على عتبات طيبة


   المسودة الخامسة....فنجان قهوة بارد,وبطارية حاسوب تكاد تنفذ....وأوراق السجائر اتنهت مني,وأنهتني......ولم أخرج بأي حل معك يا "أنا".....منذ يومين لم أكد أسمع صوتي,وكأن الكلام قد نفذ مني.....سكون يحيطني من كل جانب.....جالس بذات الحيرة أصارع صدى كلماتك يا صاحبي برأسي....أبحث عن مخرج لي ولك من خانة أوقعتنا بها ترهات خرجت خطأً من فمي.....لم أرد لك أن تعرف,لم أقصد منك حزنا,ولم أعني سحبك لوادي الواقعية الذي أغمر نفسي به.....حاولت جهدي إبقائك متأرجحا بين جمال حلمك وقسوة الواقع....هناك على نقطة الأتزان,على سراط الجنة والنار.....لم أكن لأخرج كل ذلك البوح والأعتراف أمامك لولا أن وجدت فيك من ينصت.....لم أكن لأغير مجرى حياتك ببضع أحقاد دفينة وسلسلة متتابعة من الخذلان عالق في صدري منذ ازل.....

  ما يزال وقع صوتك المختنق ببعض الكلمات وغصة,المتحشرج بدمعة ورشة شفقة.....يلتف حول عنقي شيئا فشيئا.....يخنقني,ويبتلع ما تبقى من تماسكي بلقمة واحدة......لقد فعلت ما وصفتني به يا صديقي بحذافيره...فها أنا أهرب من المشكلة بأستفراغ الأفكار على سطح البياض الذي عادة ما يحمل ولو القليل من همي وحزني.....لكن بدون جدوى,فأنا مشتت.

  العاشرة,تدق ساعة الحائط مكملة دورة حياة ساعة زمنية جديدة.....أنهى بها القدر ما توجب عليه,وأنا لازلت جالسا كما أنا....لا جديد......أهلوس بقليل من الذكريات لعلي أخرج منها بعبرة أو حكمة أو شيء يستفاد منه في مأزقي هذا.....توقف,خطرت لي فكرة...أنا لن أقول شيئا....ولن أفعل شيئا.....فلست بمارد مصباح يسطع على كل شيء....وما أنا بإلاه عشق عذري يجمع المتحابين بأسهمه ذات الرؤوس الحمراء.....بل أنت من سيفعل,سيقول,س/يحب......

09‏/11‏/2012

أن أشعر بك


   كعود طيب عرّاه خريف بنسيمه البارد كانت ترتجف....لم أدري إن كان معطفي يكفيها أمام برودة خطا رجلها الذي تتقي به صقيع الوحدة....أم تحتاج أكثر من قطعة قماش تستر بها عورة قلبها المفضوحة....تحاول جاهدة أن تماشي خطواته المتقدمة عنها بنصف اهتمام....أم تماشي أحساسة المتأخر عنها بسنين أرضية....أو تماهي غربتهما المتلاصقة جسدا،المتباعدة أروحا....هل هذا قدر اللهفة المجنونة للقاء أول.....وهل مصير كل عشق ملتهب الأهمال على رف الفتور؟


   تحت سماء ملبدة بقطع الأسئلة الصغيرة....المثقلة بطونها بأجوبة إن تبدا لي،تغرقني....أجالس كبرياء أنوثتي بعتب....واحاول استدراجه لخوض نقاش حاسم يخرجني من دوامة الحيرة....يذهب عني بلل الرهبة من عشق مريع....ويهديني راحة من احساسي بذنب لم ارتكبه....ولست أظنني فاعلة.....أين أنت يا ثرثرة أرقي الليلة الآن....أين تختبئ يا ضعفي أمام حنان ابتسامته.....تتداركني فقط في لحظات لمحات معاتبة آخر الليل.....انتهازيُّ وماكر أيها الشوق.

   على شرفة أطلق عليها مسمى الأمل كان يقف,مقابلا لحسن ظنه بمشاكسة مثلي.....وأنا أطلقت عليها شرفة الممنوع المرغوب.....استشعر دفئ عينيك يدنو أكثر فأكثر....تحدق بي كقدر مستحق واقع لا محالة.....وأنا استبيح اسالة صبرك بقهقهات ساخرة....واشبع كبريائي المحموم باعتصار انتظارك.....لا تتأمل أكثر,فالنبش في رماد احزاني لن يورثك إلا حرقا مؤلما في الذاكرة....شهي أنت يا سيدي بضعفك الذي يزيل عنك ملامحك الطفولية تلك ويعري صورتي داخلك......هل هروبي اليوم منك هو الجري نحو هاوية حبك.....أم هل اتملص من الشعور بالذنب بتعذيبك أكثر....لا لست سادية العشق...أنا فقط أنثى تهرب من حقيقة كونها تريد أن تحبك,,,,ولا تحبك.

   كان مساء الهروب الكبير....هجران الحب دون حب.....دون حتى أن يوضب اشياء الذكرى من على طاولة النسيان ويحزم حبه الفتي المعلق في خرانة اشيائي.....لم ألمه بقدر ما ندمت....لكني متأكدة أنه سيعود,وأن كان ليس من أجلي....من أجل بعض كرامة تركها في محفظته الجلدية المهترئة فوق سرير.


04‏/11‏/2012

عشقه اللامتنبأ


   استهزاء،إلقاء النكات والابتسامات الصفراء لم يكن سوى اغطية يستتر خلفها....يشق فاهه ضاحكا بأعلى صوته ليغطي كبريائه المتشقق من صفعة قدر لقلبه البلوري....عيناه تهربان إلى حيث يجالس عشقه معها،لكنه يكبح جماح شغفه بالنظر إلى عينيها،مشيحا بوجهه عنها....يحبها،ربما حبا بديلا،أو حب امتلاك أو حتى حب شهوة....لم يناقش ماهية الحب مع نفسه من قبل....إلا أنه يحبها،وذلك يكفيه.

   متشقق كخشبات المقعد المكشوف الذي اعتاد على احتضانه هو قلبه...يتطلع إلى الافق دائما ليعود وقد اتسم وجهه بالكآبة من مستقبل معتم ينتظره،لا ملامح لنهاية سعيدة....ولا فوهة نور يسعى نحوها عله يستنشق الأمل مرة أخرى......يفتقد بعضا من حنان،لكنه يكتفي بالاشتياق داءا ودواءا....يبني علاقتهما بمخيلته ويعيشها،ويتأمل افتراضات احداثها ويغضب...يغضب من خيبته المفترضة بها....فهي لم تفعل ما أراده,أو ما توقعه....هي لا تفعل شيئا البتة....هي ربما تألف وجهه لكنها لا تعرفه....أو لا تعرفه أبدا.


   كم عشقا اسماه عاديا ألقى خلف ظهره من أجل افتراضات أو خوف...فهل سيفرط بحب فاق حدود الطبيعة هذه المرة أيضا....تعذبه أفكار الترجيح كثيرا....وتعذبه فكرة الفقد أكثر.....فقد وعده به الواقع مذ كب على وجه الوعي أول مرة....هل الخذلان قدر مكتوب على صحيفته...أم أنه يتوقع ممن حوله أكثر مما يستطيعون...؟

31‏/10‏/2012

قبلة نجاة


   لم أدرك خيانتي لك إلا وأنا التقط شفاهها المحمرتان شهوة....وعيناها الغارقتان لؤما وغيرة تجابهان ناظري.....غير عابئ بأصوات بقاياك تنادي علىّ وتصرخ....مارست معها النسيان وكل أشكال استلال الذكرى بأنثى مع سبق الأشتهاء والرغبة.....أنثى غيرك تمكنت من تسميتها أنثى.



   مصرا على الخطيئة كنت،فاتحا عيناي على حقيقة كونها اللاأنت....أكابر على الذكريات وارفع يدي مهللا لنسيان يطرق باب خيباتي....أترنح متعللا بفرحة نسيان كاذب....ويغمي علي نشوة بنصر ما بعد المعركة.....خضت تفاصيلك كلها،بالنهم ذاته،بالروعة ذاتها مع روح أخرى تكنّ في أرجائا متعة غير سادية متعتك.....جسدك أنت بروح أخرى.

   لم تكن سجائر ندم....أو حتى سجائر نصر على جسد ملقي خلف المتعة منهكا.....تلك التي احترقت على حافة قدر أجهله,مع فتاة أجهلها,وقمر لم أكد أعرفه لفرط ابتسامه ليلتها....بل كانت نشوة حلم مصّفر الملامح في طور التحقق,تتوارى سعادته بين أزقة القلب....خجلا من تحف الذكرى الجميلة المتعالية فوق كل خذلان ملقي في آخر الذاكرة.....


30‏/10‏/2012

ألسنا...




ألسنا متبجحي الضعف...
ألسنا أضعف من أن نقف أمام أنفسنا لحظة حقيقة....
ألسنا أرغب بالألم من السعادة....
ألسنا أقوى من أن نساند الآخرين بحزنهم....
ألسنا نترقب سقوط الأخرين حتى نواسي عثراتنا بشماتة بائس....
ألسنا مثيرين للشفقة أكثر من خيباتنا...
ألسنا أغبى من أن نتذاكى على قدر....
ألسنا حمقى في الحب؟!؟!؟!؟

27‏/10‏/2012

3مسودات....ورحلة

   بين الأصوات المضجرة والصمت المضطقع....وأزدحام المارة على الجادة الثانية يمين خافق باذخ الحزن....وذروة الصداع المسائي اليومية....فوق مقعد توارى بين حقائبي وسافر معي...كقدر معدٍ ألتصق بفؤادي وأقام....واقع بفخ الذكرى أنا،في أرض الوعد بنسيان....لا فسحة تفكير مريحة تتسع لفكرة لي أنا،لهم فقط....يحتلون غربتي ثلاثتهم.

    بهدوئه المعهود...يرافق صمتي برفق...كأنه نصفي المنسي معلقا على نون الوطن...أُجابه ألمه برشفات فنجان قهوته الثابت على مرارة كابتسامته الدائمة...قناع الرضى الذي يرتديه كل صباح مجهدا.....لكأن المطر/الموت القادم من الشرق حمل معه بعضا من وجعه المتجدد مع كل خيبة...لن استطرد أكثر....فلك مسودة.

   وعيي وجدية أيامي يا من تستل الأفكار من فمي لتقول لي بطريقة أو أخرى،استيقظ....أشتم رائحتك بكل وجه متجهم،وحاجب معقود يثرير احتياجي الماس للأبتسامة....أقلّب جملك المؤلمة/المفيدة،واحتاط جيدا لأحرفها....لكني ما أزال أضيع بين جمودك وحنانك....ولا أملك سوى التأمل الكثير بعد السمع والطاعة....أنفذ ثم أناقش....أحبك.

   وأنت يا أدراج الماضي لا تزيدي حيرتي أكثر...لا ترفعيني مرة وتنزليني أخرى....فذات حب كنت أتوه شوقا...بين نشوتي السعادة والحزن.....بين باب سد في وجهي وأخرى استعصي على أناملي الفاقدة الأحساس العاجزة.....دليني أين المهرب يا سيدة خيباتي...وفكي وثاقي لعلي أتعلم الطيران من جديد...وكفى،فلكي أنت أيضا....مسودة

  سأعيد ترتيب أشيائي بحقيبة.....وأترك بعضا مني على طاولة....احزم خيبتي الكبيرة وادس ما يمكن من الصغيرات بجيوب الذاكرة...وأعود.

18‏/10‏/2012

نقد!


   وها أنا ألملم بقايا أشيائي المنثورة على منصة البوح/ الكتابة....فنجان قهوتي الفارغ الأحاسيس مثل قلبي....منفضتي الرمادية بكل ما تحوي من جثث السجائر المترامية على جونبها مقطوعة الأنفاس هالكة....وذكراك مفتوحة الغطاء برائحة النسيان المنبعث منها....ونص ألقيه باحضان عقول ربما تفهمه وقلوب لما تشعر بأحاسيسي المتوارية خلف سطوره....أهوي بجسدي فوق الراحة متثاقلا تاركا لهم كلماتي تتفتت بين إعجاب ونقد....ليتهم يفهمون....

   ناقدي العزيز....تقول أني رجل النمطية الواحدة...الثابت على خيبة وحزن....قابع خلف متاريس التشبيهات التقليدية خوفا....ولا أتقدم على نفسي سوى ببضع مرادفات لذات الجملة التي ما أنفك عن تكرارها على المسامع منتظرا مدحا وإطرائا من عابر سبيل....عثر بنص لي أو صورة....وحاول أن يعيش جو النص باستكبار ناقد.

   أن تتدارك شهوة الكتابة بأوراق بيضاء وقلم يحاكي شرايينك بالنزف ليس سهلا كما كنا نظن....فعثرة الضياع بين متنازعين داخل صدرك تقف بينك وترك زمام الروح لتخرج بما تشاء.....فليس كل بوح يستحق الكتابة....ولا كل الكلمات صالحة للنشر....ومهما بلغت اللغة من مرونة،وتجدد في اساليب الكتابة والنثر،وابتكار مسميات جديدة لتلك الأحاسيس المتراكمة في صدورنا....فلا زلنا لم نصل إلى حد التعبير الكامل بعد.

عزيزي،أشكر لك غبطتك على كلماتي..ونقدك البناء لنصوصي....لكن أرجوك لا تفعل مثلهم وحاول فقط أن تفهم.....

17‏/10‏/2012

خطوة



   كنت أصارع خطواتي المتقدمة للخلف....أحاول الموافقة بين خطوات الزمان وخطوات المكان,بين تينك القوى الداخلية العظمى...عقل وقلب.....قدماي تجران جسدي نحو الواقع,وروحي لازالت تتشبث بأوتاد المبادئ الأولى على أمل تراجعي أو تغيير رأيي بالتحليق نحو الأحلام....تسحبني للخلف بكل قواها الأقناعية والترغيبية....تغريني بوعود لم أعد أؤمن بها منذ عقد الخيبة الأخير....أداري رغبتي ولهفة شوقي بسلاح التكبر....ولا سلطة لي عشق أستهلك أملي,وبات أعقد أحلامي.



   وفي ظلام أفكاري الدامس....كنت أصارع رعب الخيبة المستشري في عروق ذاكرتي....أنادي على جرأتي بكل ما أوتيت من شجاعة...فهناك حياة لما أنادي....اطلي جدران المنطق برصاص عازل لتأنيب الضمير....وأغض الطرف عن هواجس التكهنات المخيفة....واستمع جيدا للحن الحياة المغرد من اواسط الأمل....اترنم على أصوات احلام وردية التصنع...والملم الايمان من على أطراف الذكرى.

   بكثير من الثقة...وقليل من التبرج...كانت تتبختر فوق أوجاعي...تقفز من ندبة إلى أخرى ضاغطة على نتوئات جروحي...تنبش كل مواضع الذكرى باستقصاء عامل منجم باهت النشاط غير مكترث بفوضوية البارود بكشف ما في قلبي/الصخرة من لعنات وكنوز....بريق الذهب اعمى عينيه عن ملك فرعوني مستلق فوق لعنة مرصودة ترافقه حتى آخر نفس في الحب....لا تقتربي أكثر،فحتى الراصد قد يستعصي عليه الحل.

   لتلك الغيمة التي احتضنت لقاء أعيننا الأول رائحة....أكاد أميز رائحة مطرها المنثورة هبائا على ضفاف اللوعة....تجمع ما تبقى من غرورنا المكابر في زجاجة عطر فرنسي فاخرة....نستنشق ندمنا منها كل صباح اشتياق....ونغرق اعناق كبريائنا بها عند الحاجة.



13‏/10‏/2012

على شفا حب

   يغمض جفنيه بسعادة....ينكمش فوق السرير ضاما يديه إلى صدره....يعيد تكرار الموقف في ذهنه للمرة التاسعة..العاشرة..لا يدري....يستحضر كل ما حدث بتفاصيل أدق من تصديقه لها....بجد علامة،شيئا جديدا في كل مرة.....وكالات أنباء العالم أجمع لن تغطي ما حدث بين وجنة وحاجب,بين اعتذار وابتسامة....لن يبحث أحد معه عن قلبه المفقود/المسلوب...فما رأوه اصطدام يحدث كل يوم,لكن حبا كهذا لا يحدث سوى مرة في العمر....سقط كبريائه الشرقي سهوا قبيل آخر ابتسامة....وأندس هاربا بين أوراقها,ليعود بخبر ما عنها...



   أكانت الثوان الاربع كافية لأيقاف قدر بأكمله على مفرق الخطيئة الكبرى....أو على نقطة إلتقاء قدرين إذا صح التعبير....أكانت شهقة الدهشة التي اطلقتها نداء عشق من نوع آخر.....أم أن تورد الوجنة اليمنى لحيائها يقينا على اعتناقها لدين الحزن مثله....هل كانت تهرب بعينيها بنا بعيدا عن زحمة الواقع بكل خيباته....هل كانت تنتظر عثرة صدفة كتلك لتخرج بها إحساسها....وهل كلمتها"لا عليك"كانت تداري بها أوجاعه عنه وتواسي ما يخالج صدره....!؟

تجمد في مكانه,أصابه الخرس فجأة....نفسه مكتوم لدقائق....نسي أين هو,وإلى أين كان ذاهبا,حتى نسي اسمه....يسير على غير اتزان....يتخبط بثنايا ليله الذي امسى برنامج نقاشات سياسية بيزنطية....لا يخرج أيُّ أطرافه خاسرا....ولا منتصرا..

   لو اتيح له استنطاق دفترها الداكن الحمرة ليعلمه بحقيقة ما جرى....ليقص على التاريخ احداث تلك الملحمة التي حوت سنين وسنين من العشق المكتوم وثوان مما يعدون....ليروي قصة سقوطه وجدار وحصن....حصن كبريائه،وجدار حيائها.....ويحكي لهم  عن احتلال مملكة شرقي بنظرة وابتسامة.


07‏/10‏/2012

كأس الأعتراف ما قبل الأخير



   في جوف ليلة قمرية ساكنة....ريح خريفية باردة.....تداعب أغصان الذكريات المجردة من أوراق الأمل.....والحنين يضاجع الوحدة بسادية مغتصب.....شيء ما يرفض الخروج....يتخبط بأكناف روح تضج بما فيها.....يلح عليّ برشفة أخرى من كأس البوح الماجن.....يطالبني بآحالة العقل إلى النوم المؤقت....ليفسح المجال أمام القلب بالحديث بما يريد.....أنها أعراض الشوق تحتل أجزاء جسد معتل بالحنين.....يصارع ذاكرة مهترئة تستبد على أيامه بوقاحة مستوطن....هل سأخسر واقعتي مع القدر ببرد تشرين؟

   يسأل بجرأة,هل يعقل أن تبقى أنثى بقلب رجل كل تلك السنين؟....أجيب بسخرية,لا تعلمون شيئا عن الرجل المدعو"أنا"....استطرد بالسؤال,من تكون تلك الأنثى لتفعل كل هذا؟....اعذريه,لا يعرف شيئا عنك يا "أنثاي"....صحيح,فأنا لازلت أسميك هكذا...بكل ما تحمله ياء الملكية من أنانية....وكل ما تحمله كلمة أنثى من عشق.....فما أنا سوى حب أنثى,وبضع خيبات.....هكذا أنا.

   يكمل تحقيقه الذي لن ينتهي إلا بنزف جرح لن يندمل......منذ متى؟....منذ أن انتفض قلمي على زاوية الدفتر بـ"سيدتي" أول مرة....أرده بصوت مرتجف.....عندما كان الليل أقصر,والشمس أجمل ما قد ترى عيني.....يكمل,أين أضعتها؟....على مفرق التخلي الأخير,حيث اللوحة الأعلانية التي تقول"تتخلى الأشياء عنك,لأنك لم تتحلى بالشجاعة للتخلي عنها"....هل تندم؟....لقد أجابك نزار قبل زمن حين قال"ولو خيروني....لكررت حبك للمرة الثانية".....هل تحبها؟....برشفة أخيرة من كأس الرذيلة ودمعة هاربة من محجر اعتاد السيول....وقلب لازال يتفطر حزنا...."لا أدري!"

   نعتاد...هذا كل ما الأمرة....يصبح الحزن عادة,والاشتياق عادة,وحتى اليأس عادة.....وكأن النسيان ضرب من المستحيل...أو رواية خيال علمي تستمتع بقرآئتها,تسعد بأحداثها....لكن تعلم أن نصفها كذب والنصف الآخر مبالغة....ويصبح مؤنسك الوحيد قمر....وأمطار شتاء بارد تطرق نافذتك....وسنين طوال بفصل واحد.


06‏/10‏/2012

حب أنثى...وهم قصيدة

   بجلسة متبجحة...وضعا رجلا فوق أخرى....وظهره مستند لآخره على الكرسي البلاستيكي....يجيبه بهدوء:
"وأنا سأكتب قصيدة"

   بقلمه الفرنسي الأزرق مدبب الرأس....وصفحة بيضاء ناصعة كإحساسه نحو تلك القابعة في الزاوية الشرقية المتطرفة من قلبه....يناظر حركات شفاها أثناء كلامها...ويرصد معها أيحائات يديها التي تلوح بهما وهي تخبر صديقاتها بقصة ما لم يعر لفهمها أي أنتباه....تتراكض الأفكار في رأسه متقلبة....يبحث بينها عن رصاصة انطلاق الكلمات من عقله إلى يمين النقطة التي زرعها رأس قلمه على الورقة خطأ....تبدأ أوصاف أنثاه بالتشكل في مخيلته....يختار قافية ال"ات" لينهي كل بيت بجمع مؤنث يوحدها وهن....وتبدأ معها الكلمات والتعابير بالاتضاح شيئا فشيئا....فيكتب في وصفها خمس أبيات دون إحساس لها يذكر....يتوقف عند على حافة آخر كلمة كتبها..."معشوقتي"....يتبادر إلى ذهنه....
"من هذه الفتاة التي تستحق هذا اللقب في نظرة أولى...من صاحبة العيون السوداء تلك التي تغلبت علي ببضع نظرات وابتسامة....واستولت على ضمير التملك لأحساس لم أهبه إلا لأنثى واحدة وبعض خيبات....هل هي أنثى أم خيبة....او ربما تكون زوجة...او هي قصيدة فقط،تنتهي شهوتها بانتهاء آخر أبياتها".
يدخن فوق انوثتها الملقية على سرير المتعة سيجارة النصر الأكبر....ويسأل,هل أنا حقا أحبها....؟

تتدافع الاسئلة المؤجلة في رأسه مع جرة القلم الأخيرة من توقيعه بقعر القصيدة....ليغلق المجزرة التي فتحت عليه نيرانا لم يحسب لها أي حساب....ويضع الدفتر على حافة الطاولة متسآئلا:
"هل انتهيت منها،أم أن طيفها سيلاحقني بعد الغروب ويبث في ليلي أرقا ينسيني طعم الراحة....أو يلازمني كابوسا لأحلام تقض مضجعي ويكئب صباحاتي المغموسة بالأمل"
من تكون حبيبتي....يكررها عبد الحليم في ليلة خريف باردة تسقط فيها اوراق المكابرة....لتترك الذكريات ترتجف شوقا،وتنتظر مطر الأمل بلهفة....يعيد له بعضا من رونق الخضرة ويضعه في خانة التماسك مرة أخرى....لا سر الليلة يخفيه....إلا من غاب وترك بعض الفراغ يتسلل إلى قلبه....باصرار:
"سأملأ الليل المجنون بقصاصات الأمل المنثورة على منضدة النسيان...واعتكف طيلة شتاء أعزل....انتظر..."

30‏/09‏/2012

تشرين الأنحدار



"وها أنا أهوي من على صهوة التماسك.....أخسر نفسي شيئا فشيئا"


    ليلة مفرحة حزينة...أتململ فيها مكاني....أتقلب محاولاً التغاقل عن كل ما يحدث,وما حدث.....وأتناسى التاريخ والأساطير القديمة وعلم الفلسفة....أريد أن أناام.....لكن بلا جدوى,أستعطف فنجان قهوتي بالتوقف عن مناداتي داعيا لملئه مرة أخرى.....لكنه يفوز علي بلحظة ضعف أنسانية أمام إدماني للسواد.....سأكتب اليوم لأسطّر مجزرة من الخيبات في أولى ليالي الخريف الماطرة....وكبوة أولى على عتبات تشرين المآسي.....سأصطف وراء كلماتي منتظرا دوري لأعدم على شفاه قارئي...وأموت بين دعوات مظلوم صاعدة لسماء مفتوحة.



    عام يضاف إلى رصيد السنين العجاف السبع التي كُتبت علي في حلم خاطئ بالمرأة الخطأ في زمن الخطيئة.....شيء لم أدركه إلا بصوت جرس هاتف...جاء متأخرا بقليل,بأعوام فقط....وسويعات زرعت فيّ معنى آخر للخيبة....كانت الشمس قبلها تشرق من الغرب....لكنها ذاك الصباح أدركتني من شرق الأمل....توجست منها وتذكرتك....فاستغفرت الله على ذنب أرتكبه متعبد بحق ذاته.....صباحها,أبت الحياة الوقوف دقيقة صمت حدادا على روحي التي اغتيلت.....فشرف القتلة التي تتبناه يحرم عليها القتل ثم النفاق لضحاياها....وكأن النفاق أصبح جريمة لا تغتفر أما خنق الأرواح بحبل الخذلان المنسوج من عبق عطرها......هل توقف التاريح يومها,أم أنه بدأ ذاك اليوم فقط.؟.....فالزمن تجمد,وبتلة زهرة الكالا الوحيدة سقطت مقطوعة الأنفاس وسط رياح الخريف الباردة......يومها أصبح لـ"التوقف لحظة" معنى جديد....فاللحظة هنا قد تعنيي يوما أو شهرا أو عاما...ولربما عمرا بأكمله...لازلت لا أعلم.

ماذا تقول حين ترى يدا ضممتها يوما إلى صدرك بكل حب الكون....وأنت كعاشق نهم,تستقي من عينين لن تمل منها طيلة عمر آخر فوق عمرك....وقلبك معلق على غيمة متمردة على الرياح.....أنامل تتعلق بقدر غيرك،تمسح على وجهه باليمين وتشد على جرحك بالشمال.....وشفاه تنطق بكلام-كان من حقك - لآخر هجّرك واستوطن وطنك....لكن بذات العيون التي لازلت عطشا منها.....قل لي،ماذا ستقول....؟

كم نصاَ (أخيرا) كتبت فيك....وكم مرة (أخيرة) أخرجتك من علبة أسراري,أبوح بالقليل منك....وأعيدك على عجل لمكانك الأوفي.....رف النسيان المرجح....كنت وستبقين هناك إلى ما يشاء الله

26‏/09‏/2012

عَ الرصيف

   بنهم...يحملق بكل شيء متحرك من حولة...سيارات,عربات,بشر,ومحلات تجارية.....ينقل عينيه بخفة بين الأجسام العائمة على سطح زحام آخر النهار....حمراء الشفق تغطي السماء....وكأس شاي كرتوني يتنقل بين يمينه ويساره.

   في آخر رصيف زاخر بالغرباء الذي يتعاقبون على الجلوس على حافة الحوض الترابي الكبير الذي ينتصب بوسطه مجموعة من أشجار النخيل الشاهقة,جلس متأملا منصتا للألحان المنبعثة من ضجيج زحام وسط المدينة....يطرب على أصوات كل ما يحيطه....صوت بائع الخضراوات,هدير محرك سيارة قديمة متهالكة,نغمات موسيقى محل بيع الأسطوانات والأشرطة,أصوات وقع أقدام المارة على الرصيف أمامه.....يتمكن بجهد وعناء كبيرين من إيجاد قطعة كرتون نظيفة يجلس فوقها.....أفكاره مشتتة,قدماه متعبتان....يلقي بحقيبة ظهره الثقيلة جانبا وهو يستجمع شتات يومه الأقل من عادي,لكنه متعب.....في محاولة لتصفية ذهنه يصيح بالصبي الواقف بجانب كشك القهوة طالبا منه كأسا من الشاي...."وكثّر نعنع بحياتك".....يخلع نظاراته ماسحا أياها بمنديل جديد أخرجه لتوه من جيب القميص العلوي....يصل كأس الشاي بسرعة لم يتوقعها....يلفت نظره الشاب الجالس إلى جانبه مخرجا علبة السجائر المختبئة بالجيب الجانبي لحقيبته بحركة عينيه المتتبعة لعلبة سجائره....فيؤثر على نفسه بدفع العلبة نحو الشاب قائلا "تفضل..." يتطلع إليه بأمتنان...يستلها من يديه بهدوء مكسور متمتما بـ" يسلمو...".يشعل كلاهما سيجارته وينفخان هميهما كما لو كانا الهم نفسه.

-بالك بتهون..؟؟؟
-هه,بعمرها.
-طالب..؟
-آه,وأنت..؟
-عاطل,تخرجت قبل شهرين وبدور عن شغل.
-لا الطالب مرتاح ولا الخريج مرتاح....
-قولتك...!!

   يصمت الأثنين معا....كأن وقع أكعاب مجموعة الجميلات التي مرت من أمامهما يستحق دقيقة صمت....تعيده اللحظة إلى حالة التأمل التي يجبره تفاصيل المكان على الدخول فيها....يعيده بريق الطموح اللامع في عيني الشاب إلى أيامه في الجامعة وكيف كان ينتظر أنهائه لها بفارغ الصبر,حتى يتمكن من مساعدة والده على مصاريف البيت....وكيف كان يخطط للبحث للسفر سياحة إلى تلك المناظر الطبيعية الجميلة التي رآها في أحدى البرامج الثقافية على التلفاز بأول راتب له يقبضه....كم تكون الأحلام جميلة قبل الأصتدام بجدار الواقع.

   يتنهد....وهو يتأمل عامل النظافة المبتسم يزيح أطنان الغبار وأعقاب السجائر المتناثرة هنا وهناك على عتبات الرصيف,والرجل العجوز الجالس على كرسيه الحديدي بجانب-بسطة دخان- يسترزق منها قوت عياله,يقول في سره"يا رب يسرها بأي شغل....المهم ما أضل هيك"....يتناول حقيبته,يدفع ثمن كأس الشاي,يودع الشاب وينطلق إلى البيت بأمل غد بلا بطالة.

22‏/09‏/2012

أسم أكبر من حروف....أوسع من عشق


   أتعلمين....أكثر ما شغلني بك هو أسمك....ماذا قد يكون....أي حروف ضعيفة تلك التي ستحمل وصف يليق بصغيرتي وقدري معا....أين ستتمكن من وضع كل ذاك الجمال بين وصلات الحروف....فعيناك ستستنفد أحرف اللغة جميعها قبل أن تتمكن منها....فأين ستضع ما تبقى منك دون حروف.

   قررت أن أسميك دون حروف....أن أناديك دون كلام...فالصمت إجلالا عبادة أمام جبروت جمالك....حرمت على نفسي معرفة صفقة الحروف التي عقدها من سماك مع حورية بحر فاتنة الجمال....أتت بها من بطن البحر،من بين المرجان والمحارات الساحرة....أريد أن أسمعه منك أنتي....أن ينطلق موج السحر من بين شفاهك ليغرقني نشوة وسعادة....أن يطغى على كل الأسماء التى مرت على مسمعي....أن يصبح تصريح مروري لجنة عشق جديدة....لأرض لم تطأها قدم بشر قبل ذلك.

   أنا المهاجر إلى ليل عينيك الأسود....أنا الذي غربه وطنه جائك طالبا حق اللجوء العشقي....يا أرضا لن أمل من استكشاف جنباتها....وعشقي يرتمي على ضفاف النسيان في لحظات تأمل علها تجد في أحضانك ضالتها....إن لم أهذي بحبك اليوم فبمن أهذي،إن لم أتعلق بك اليوم فبما أتعلق.

   أنا المتكلم بأسم عشق لم اسيطر على جنباته إلا بلامبالات غير مقننة....ةنسيان يتسلل رويدا رويدا إلى أطراف العشق الذي أنسى....كلها أجتمعت من أجل حروف لم تعرف الرحمة....وقلب أكثر جبنا من أن يعشق مرة أخرى.....أنها اللغة،توحدت مع حيرتي لتشكل في خباياها الغول الذي لطالما أخبرتني أمي عنه في قصص ما قبل النوم.....لقد عرفت يا أمي معنى أن تخاف في عتمة الحب من أسطورة خوف طفولية.....وأن ترتجف عشقا للقيا أميرة أحلامك النائمة....دون اعتراف.

   ألم أقل لك قبلا أن سر اسمك أكبر من حقيقة مثلث برمودا.....وعشقك في قلبي هو من سبب الهوة السحيقة في بطن الهادي.....أخفض نقاط العشق واعلاها على وجه السطيحة....!؟


21‏/09‏/2012

أنا وأنت....والمقعد الثلاثي



   برداء الحزن ذاته....أجلس أنتظرك على أحر من العشق....أنطر وردتك الصباحية البيضاء أحيانا....والصفراء غيرة أحياناً أخرى...والحمراء عشقا اليوم.....أنه فجر خريف كئيب,يضفي على كل ما يقع تحته قليلا من الحزن المنمق....يجعل كل الأشياء تبدوا براقة بعيني....ها أنت تشرق من بعيد بمشيتك اللامبالية التي أحب....وابتسامتك المختبئة خلف ملامح تصنع الرجولة....وقميصك الأسود المتحرر من آخر زرين من الأعلى.....والجبنز الأزرق الباهت من هول ما رآه معك.....تتعمد دائما إحضار فنجان قهوة واحد,سادة....دون تنازل.



   ها أنت تقف أمامي برجل مشدودة وآخرى مرتخية....منزلا قناع المكابرة عن وجهك,تضعه جانبا على مقعدنا الثلاثي,وتجلس.....تبتسم  وتناولني كأس القهوة من الجهة ذاتها التي تركت آخر رشفاتك منه علامة فارقة...لتذيقني طعم العشق الصباحي المتخم حناناً.....أحاول مبادرتك الحديث بالسؤال عن حالك....احاول استنطاق شيء فيك غير عينيك التي لم يعد ادراكي يسعفني بفهم ما يدور فيهما....ولكنك كعادتك تهزمني بكلمة عشق تعطل تفكيري وتذهبني بمقعدنا الصغير إلى حرم آخر بلا قاعات تدريس أو مكاتب....وبلا كراسي أو كراسات....حرم الحب العظيم,حيث يتعلم العشاق الحب دون كتب أو أقلام....بل تعلمهم خضرة الأرض وزرقة السماء درس السعادة بسلاسة ودون لبس.....يتشربون الحياة بنظرة واحدة لزهرة بيضاء كأنهم يتعلمون لأول مرة في حياتهم درس بهذه الأهمية.

   تلهث العقارب نحو الثامنة متسارعة....كحيوان مفترس,تسرع للأنقضاض على لحظة جميلة.....ياااه,كم عشقا سقط منا على هذا المقعد....وكم حزنا أنسانا أياه....وكم حزنا زرع فينا....وبقي راسخا بذات السكون ولم يشي بنا للزمن.


19‏/09‏/2012

المسافة بين حب....وحب



"تجرنا الحياة نحو مفترق لم يأتي ذكره بأي خريطة,ولا شواخص أو بشر تدلنا على الطريق,لتبدأ بدفعنا للأمام دون أن تترك لنا وقت للتفكير....عليك أن تتخذ القرار سريعا....وإلا ستندم"

بدأ بالتحدث بتلك الكلمات....أدركت حينها أنه لمح سيل العشق المتدفق من عيوني ناحيتها.....لا بد أنه شعر بشيء....فلقد كنت أرتشف من بحر حبها الممتد بخجل....استرق اللحظات من فوق الغيمات بعيدا عن أعينهم....لم أكابر بل سألته مباشرة:
-" كيف عرفت...!!,إذا أنا لا أتخيل الأمر...أنه يحدث".
بدأ يخبرني عن قصة قديمة حدثت له,لم أعر انتباهي لأيّ من تفاصيلها....فقد كنت مأخوذا بحل النزاع الي يرتدي ثوب الجنون بداخلي.....ويواري خلف غباره خوف عميق الملاح....وآلاف الـ" ماذا لو!" تدور برأسي....لم تعد اللحظات زمنا كما عهدتها...بل أصبحت حجراً ساكنا وسط صحراء قاحلة.....ألتفت لذكرياتي تارة,ولأحلامي تارة أخرى.....محتار بالحكم بينهما,أيهما أجمل,وأيهما يستحق الوقوف إجلالا.....فالضباب قد ملأ الفراغ المحيط بهالة النور المستديرة حولها.....قدماي تخوناني وقلبي لم يعد يحتمل....أحاول السيطرة على نفسي بخطى ثابتة ورأس شامخ إلى السماء.....كبريائي المتعافي يصرخ,توقف.....إلى أين ترمي بي مرة أخرى.

تنحرف خطواتي عن مسارها.....عن الدرب الذي تقف على خط نهايته إجابة كل تلك الأسئلة التي ثقل بها كاهلي.....لا ألومك يا كبرياء الشرقي,فلو كنت مكانك لما وثقت بي مرة أخرى.....كنت على بعد خطوة من إجابة,على بعد خطوة من عشق,على بعد حب عن حب....



14‏/09‏/2012

وعد

-"وعد,رح تكون آخر مرة"


   إذا لا تختلس النظر.....
ولا تمرقني بتلك النظرة البريئة المستمكنة.....
ولا تخف,فبحر من دموعك لن يغرقني....فلقد كبرت وتعلمت السباحة....
وأصبحت أقوى على غض النظر عن الذكريات.

08‏/09‏/2012

عن صاحبة الليل المنسدل على قدري

    لا....لن آخذ بكلام واقع في في شرك امرأة...آسف لفظاظة صراحتي....لكن أجبني إذا،كيف؟

   كيف أكتب عشقي المشتعل في سطور جامدة باردة...أي سطور ستسع كم هذيان روحي بأنثى ك"هي"....كيف ستحمل قصاصة ورق واهية حرارة مشاعري دون أن تحترق....أحولها إلى قطع كلمات متجمدة على بياض....كيف ألخص كل تلك الأشياء التي باتت تعنيها لي في فقرة أو اثنتين او حتى مجلد....كيف أصف تلك القشعريرة التي تسري في أجزائي كلما لمعت في بالي كالبرق....او أتكلم عن شغفي برؤيتها كل صباح....أبحث عن تورد وجنتيها فوق آلاف الوجوه كل صباح...وخيبتي إن لم تطبع لها في ذلك النهار صورة جديدة في خيالي....وعن نواح قلبي كلما شاحت بعينيها هاربة من نظرتي....وعن الصدفة المخطط لها للقاء أقدامنا على الموطئ نفسه من الأرض....كيف؟

   أخبرني كيف أتكلم عن عشق تجاوز ذروة الأكتمال مساء أول لقاء قدري....حب غير ناضج الملامح....لا ينقصه سوى الأرتقاء بروحين إلى سماء أعلى من تلك الغيمة التي حدثت فوقها أولى كلمات المسروقة من الوقت....وموسيقى اللهفة الصامتة التي تصدح مباركة حب في طور الحب....كيف أقول لها كل ذاك في كلمات....كيف؟

   مليكة ليلي قبل نهاري....أيا عشقا على فوق جبروت الموت والحب معا....يا صاحبة الليل الطويل الحالك سوادا....كفاك تجبرا بعاشق أتعبه الحب وألقاه جثة فوق أحضانك....يا صاحبة الليل المنسدل على قدري أجبارا وأختيارا...رفقا بي.

الخريف....قاتل الأحلام




  أنه الخريف على عتبة البيت....يطرق الباب برفق خبيث....يحمل وراء ظهرة باقة يأس منمقة...الحصة السنوية المرصودة لقلب.....في أي زاوية يمكن أخفاء الحلم الكبير هذا العام....أي نقطة معتمة له ستتسع لحلم بهذا الحجم....لم يتبقى وقت أسرع أسرع....كيف نحتال على خبير أغتيال أخلام كالخريف....من سيلملم فتات الحلم عن الأرض المبتلة إذا وقعت عينه عليه....وماذا نصنع بحلم ممزق مبتل وسط شتاء قارص....أنّا لنا أن ندفئ قلوبنا بعدها....لن أموت بردا ككل شتاء....سأخزن حاجتي من كبريت الأمل في الرف العلوي للخزانة....سأنتصر هذا الشتاء...وفي ديسمبر,لن تنتهي الأحلام.


03‏/09‏/2012

تَـيْـم حُـزن

   اعادة ترتيب أثاث الغرفة لم تكن خدعة جيدة لأستغفال فوضي حواسي...أبحث عن وطن يأوي شتات أفكاري على أرض واحدة....قطعة مسروقة من عتبات الجنة التي ضمنت حرمتها على روحي....لعلي اختلس لحظة رخاء في فردوس ما وإن كانت مزيفة....أيمكن لجسد بشري المعتنق دين الحزن أيجاد راحة سماوية محرمة على أوصال عنقه المعقودة مذ شاح شعاع الشمس عليها أول مرة.....إلى متى ستمدني لغتي بكلمات تنفس بعضا من ألمي الفائر....هل أموت مختنقا بأفكاري في ليلة خطيئة...بيدي اتفاقية مع شيطان,موقعة بحروف أسمي المخطلة بأحرف أسمها ودماء أتشردق بها.....يا لها من ميتة.

   اشحذ همتي بأمل محاك بيدي المتعبة....أرتديه كل صباح,أباهي به خلق الله.....واطرزه أطرافه بابتسامة صفراء...تبعد الشكوك عن الخدعة الكبيرة....ألملم بداخله أفكاري ويأسي....ألتقطها حزنا حزنا بحرص راهب على كتابه المقدس.....أغلق جعبتي عليها بأحكام....وامضي في سبيلي تاركا خلفي الشظايا التي استحال جمعها.....في رحلتي فقدت الكثير"مني"...لكن مايزال ما يكفي قوت أيامي  لأستمر نحو لا هدفي....أغنية أترنح على شفير ألحانها...أتمتم عشقها بلا اكتراث....ألهي نفسي بتكرارها لعلها تنقص القليل من ملل الطريق.

   سأسكتك يا روحي الآن....وأنشر قماشة أملي الصغيرة على النافذة الشرقية للأمل...وآوي لبئري اللامتناهي العتمة.


01‏/09‏/2012

ليتها تـ فـ هـ م !


كتب خالد الباتلي على مدار ثلاثة أعوام كلمات....
جُمعت في بطن مئتي صفحة.....
أطلق عليها مسمى"ليتها تقرأ".....
أمنيات أرتجى قرائتها من أنثى كان وفيا لحواسها وتفاصيلها....
تمنى أن تقرأها....فكتب
***
أما أنا فلم أكتب لتقرأ....
بل كتبت لعل صدى الحروف يصدح بين صرخات عقلها ويعلوا عليها...
أو يحرر ثورة ما مختنقة بسجن الكبرياء...
أو يبلل مدها بعض الذكريات النائمة فتصحوا....
كتبت لأنثى تشبه أنثاك يا خالد....لكني لم أضع حرف التمني قبل فعل قرآءة.....بل كان قبل فعل معرفة بحرائق داخلي....وسمع لأصوات تحطم قلبي......وتقدريا لمداد الحب في فؤادي.....وجولة في رحاب روحي المتعففة عن نساء الأرض جميعا سواك
"ليتها تفهم"...ذلك ما تمنيت....

29‏/08‏/2012

لـِ فتاة منكوبة




   كم كتلة من اليأس المحشو بالسواد ستضيفين لقلبك الصغير العابئ ألما....وأين تخبئين أيمانك الكبير بدين الحزن في جسدك الضئيل ذاك...تلقين وزر أفعالك الغير مبررة بأكثر من مجرد طبع صعب التغيير،وعناد متأصل في ثنايا أنوثتك الغير مكتملة النضج....مشتتة الأفكار صرتي يا أنثاي الهاوية...تتلعثمين بالعشق ومصطلحات الحب الركيكة كالطفل الرافض الكلام تدللا على والديه...فدوني في آخر سطر رسالتي اللهفة المشتاقة لسماع احرفك العشقية الأولى....كفي عن أضافة أكوام الأماني بزمام مبادرة جديدة من فاشل عشق ك"أنا"....فهنالك نهاية لكل أندفاع....ونفاذ لأي آمال أعلقها على هتافات ثورة قلبك المقموعة بعنف من عقلك المستبد على الحب،ظالم.


   لا لم أيأس....ولن...ولكني بدأت بأزالة بعض التوقعات التي تصبح مستحيلة يوما بعد يوم....فمتى ستتركني أنزع عنك أثواب التبجح تلك...وأقطع شريط قلبك الأحمر داخلا مملكة حب لا تحدها أي من ممالك الفراق من أي جهة....ولا تمر على سنينها سوى فصل ربيع...بأبدية غير منتهية....أما آن للعشق أن ينضج ويسقط على خضراء السعادة....ونعيد بناء دواخلنا المنكوبة معا...أملا نستجديه من بقايا أيامنا.


   لم يتبقى في جعبتي أي أوراق رابحة....لقد استنفذت كل ما عندي في محاولة التحدث للأنثى الصغيرة المختبئة داخلك....لقد نطقت  عيناي أكثر مما أخرج فمي كلمات لك...تحاورت مع شتاتك المتناثر هنا وهناك بأكثر من مجرد حديث....بل لقد تقاطعت أفكارنا كثيرا....فما ثمن فرصة تهبينها للخاسر المطأطئ رأسا عارا تحت قدميك....نصف كرامة رجل؟!ربما يزيد...باذخة الحزن كنت يا مدللتي...تستترين خلف قناع دموع وقبعة كبرياء تصبغين بها ألوان بتلاتك بالأسود كالتوليب الهجينة بين اليائس المعمر منذ آلاف السنين والحديث المنمق.




26‏/08‏/2012

غدا سأحزم أربعتي بخامسة


غدا....
سأستيقظ وكلي أمل....
وأبدا بأدخال الهواء إلى روحي لعلي أغير بعضا من جو يأسي....
سأنطلق بعنفوان طفل ذي الست سنوات في أول أيام أبتدائيته....
سوف لن أبكي...فعالم جديد ينتظرني....
سوف تمر أشهره الأربعة خفيفة دون كوارث أو عواصف....
سأبحث في أيامه عن ذكرى جميلة أقصها على أطفالي حينما أكبر.....
سأفترض عدم وجود تلك النظرات التي تمرق فشلي الأسطوري....
سأتبختر رافعا رأسي بلا هوادة.....كفارس أرعبت قصص بطولاته القديمة كل من في تلك الملحمة....
سأخلق من ذرات الغبار ابتسامة.....وأرتقي بفكري إلى حيث أتمكن من الأستاع جيدا إلى صرقعات غيظ حسادي.....
وسأنتقم لأيامي الضائعة 


25‏/08‏/2012




نكَتُب لأننا نُريد مِن الجَرح أن يظل حيَا ومفتوحا , ,
نَكتُب لأن الكائِن الذي نُحِب تَرك العتبه وخرج ونحن لم نقل له 
بَعد ما كنّا نَشتهي قوله ..



نَكتُب بكل بساطه لأننا لآ نعرِف كيف نَكره الآخرين ، 

ولربما لأننا لا نعرف أن نقولَ شيئا آخر ..


نَكتُب لأننا في حاجةٍ لمزيدٍ من الألم مُوجهين نِداء استِغاثة و لا يهُم إذا سُمِعنا أو لم نُسمع ..



نَكتُب لأننا نرفض أن نُشفى مَن الآخر 



و نرفض كذلك أن نُنسى ..! 


لـ واسيني الأعرج

حافلة سنين



   أنها الأيام.....تجري في فراغ مطقع....لا تنتظر نضوج قرارنا....ولا تستنظر المتأخرين عن الركب....تستهلك حصصنا العمرية بنهم....ولا تعوضنا عن المناظر الجميلة التي خسرنا تأملها عبر نوافذها....نستوقفها برجاء حالم,أن تخفف من وقعها قليلا ليتسنى لنا الأنحناء لألتقاط ما سقط منا على طريق الحياة....فتكمل في عجلتها بتبجح مستفز....وتأخذنا في لحظة ذهول إلى حافة الهاوية....وتتركنا معلقين بأحزاننا ويأسنا وتكمل طريقا آخذة معها آمالنا وخريطة العودة....بحدقتين تغرغرتا بالدموع أحداهما على ما خسرناه في محاولة مجاراتها,وأخرى على حقيبة الأحلام الصغيرة المسروقة.....تيه قاتل,لا تعلم معه أين طريق العودة ومتى سيلتقطك ركب أيام آخر....ولن تعلم أي شيء ستفقد,ولا كمية الحلم التي ستسرق منك في المرة القادمة



18‏/08‏/2012

عذر عاشق 2

   قطرات العرق ملأت جبينه الأسمر....فتح آخر زرين من أعلى قميصه في محاولة لأخراج بعض بخار غليان مشاعره آخذا رشفة صغيرة من زجاجة العصير من على طاولة البوح القديمة.....لعل قليل السائل البرتقالي المشبر يطفئ بعض نيران داخله التي أوقدتها كلماتي الجارحة....كنت أستغل فوضى مشاعره أفضل استغلال...وأمنح نفسي حق استخدامها مع القليل من الكلمات الصريحة في عملية إجهاض ذلك الحزن الذي أكتنفه منذ رحيلها الأخير....فلم يعد لي طاقة على الجلوس متفرجا عليه يدمر مستقبله بكلتا يديه....فأنا لن استحق مسمى صديق إذا لم أفعل ذلك.

   كان من الجلي للعيان علامات هدوئه النسبي...فقد أخذ نفسا عميقا يستجمع معه ما تبقى من قواه الدفاعية أمام ضغطي الشديد المتكرر على صميم جراحه....على تلك المنطقة المحظورة....بباب أسود مكتوب عليه ممنوع الأقتراب وجدر عازلة لتسرب المشاعر أخفاها....وأعتقد أني الوحيد الذي لربما أستطعت الأقتراب كثيرا من تلك المناطق المحظورة....تأشيرة صداقة/أخوة لربما ما سمح لي بذلك الشرف....أو أنني دخلت متسللا في لحظة ضعف لمناعته ضد الحقيقة....استجمعت أفكاري وقلت له:

      -ما قد تأتي به غيمة حب عابرة،ستذهبه رياح النسيان بعد أن نأخذ منه ما قدر لنا...فمهما حاولنا أخفائة عنها وجمعه في أناء الوفاء فسيتبخر يوما ما....ويبقى الأناء مخبئا بلا حب يبلل داخله....ستنسى صدقني.

عدل جلسته الكئيبة وضم ركبتيه إلى وجهه ورد:

      -أنى لنا برياح عندما نكون بأمس الحاجة لها...فمياه الحب تحولت إلى رطوبة تساعد على تعفن داخلنا وانتشار اليأس في دواخلنا....حتى إذا اهترئت لم تعد صالحة للأستعمال مرة أخرى.

      -أقتح نوافذ قلبك وأدخل نور الأمل أليها....فهناك كل صباح أمل جديد يسطع على حيواتنا....لنكن عاقلين ولا تغلق الستائر وتهيم في سبات لن تستيقظ من سكرته إلا بعد فوات الأوان.
     
أجابني متهكما:هه أمل....

   أي نعم،كنت أعلم جيدا أن أوضاعه المعيشية هذه الأيام قد انحدرت للأسفل....فقلة الأكل والشرب والأنهماك في الدراسة التي لم تسر كما أراد....وأعقاب السجائر المتناثرة في أرجاء معتزله الذي وضع نفسه في متعللا بأنه يود أن يبقى وحيدا....وقلة مخالطته للبشر أجتمعت كلها لتزيد من صعوبة رؤيته لأي بصيص أمل في حياة رمادية اللون بلا معنى أو طائل يذكر....كانت أعظم مشكلاته في إيجاد هدف جديد ينصب على التقدم نحوه غير الأنشغال بالبكاء على ما قفد.....كيف لي أن أقنع رجل جبرانيا كذاك بمنطق درويش في احتواء الحياة على شيء يستحق النهوض من أجله كل صباح....كيف أثري حياته أخرى بديلة عن تلك التي فقدها....أن أثبت له أن خسارة واقعة واحدة أمام القدر لا يعني خسارة المعركة كلها.

      -استمع جيدا لما سأقول....ما منطق بشري يؤيد دفعك لعمرك ثمنا لأنتظار مرجح....قد تصدق فيه الأيام،أو تتركك لتتآكل سنين شبابك على مقعد الترجيح ذاك....هي لم تأتي،ولن تأتي....فلا شك في أنها وجدت حائطا جديدا تستند إليه على الحياة....أو حضن أوسع من حضنك المبتل بالنواح والبكاء....فلك الخيار.


رفعت سكيني المحمر حرارة عن جرحه....كان الكي آخر حل موجع امتلكته في ظل عناده.....تركت كلماتي معلقة بباب آلامه....تتخبط بين أفكاره...ربت على كتفه متأسفا بصمت...وانطلقت...



17‏/08‏/2012

قدر ساخر


صــُدف الحياة جميلة ولكنها أحياناً قاتلة 

-واسيني الأعرج

   ضحكت....ضحكت كثيرا...ضحكت حتى تقطعت خاصرتي...حتى دخت في سكرة استهزاء....عادت الأقدار لتسخر مني من جديد...لتلقيني في خانة تعذيبها...وتلبسني لباس مهرج على مسرح الحياة...مثير للأشمئزاز بأنفه الأحمر المضحك...وشعره الرمادي المائل إلى اليأس...وفمه المقوس للأسفل على وجه أبيض....أضيفت الهالات السوداء حول عينيه لتزيد حضوره حزنا وشقاء مثيرا للضحك....بلقيه الناس بكلمات وورود بعض الأحيان...ويرميه آخرون بكلمات أخرى وحبات الحقد والكره....لم يسألوا أنفسهم إن كان الدمع المنزلق من أطراف محجريه حقيقي أم رسم،حتى لم يكلفوا نفسهم جهد التفكير بسؤال كذاك....أضحكوا...فها أنا أضحك سخرية على نفسي أيضا...أضحكوا فلم أعد أهتم هل نال عرضي استحسانكم أم لا.

   أتجنب الورق المسطر حاملا لكلماتي....كما أتجنب قرائة ردات فعلهم على سطور الوجوه المرصوصة أمامي....فالسطور مهما بلغت من القوة والسماكة لن تتمكن من حمل حبي وشوقي في أي رسالة قصدت فيها قلب ما...ولا حتى روحا ما...لطالما فضلت لوحات المفاتيح والصفحات الأفتراضية الناصعة البياض....ففيها ما يكفي من المساحة للأفكار العائمة على سطح نصوص....وعمق ليخبئ الرسائل المبطنة في قاع الفقرات....أشفق على رفوف المكتبات التي رغم وهنها تستطيع حمل دفاتر مثقلة بمشاعر أنسانية فائضة عن حد المعقول...تكاد تزداد الكراسات سماكة بكل كلمة تضاف إليها....فأضطر لأفقادها بعض الأوراق لعلها تخفف من فيضان الأحاسيس خارج أغلفتها.



   كانت الهائآت المتدافعة مني سوى غصات روح كبتت كثيرا عندما أجتاحتني فكرة أن أجدك في آخر مكان في العالم يمكن أن يبحث فيه لاجئ مثلي عن وطنه....وطن سافر عن ساكنه الوحيد وتركه هائما بلا هوية.....الوطن الذي لطالما حمله بداخله أينما حل....الوطن الذي ظننته في طور جمع أمتعته استعدادا لمغادرة أرض أحساسه بكل تضاريس ذكرياته ومعالم أحساسه المتأصلة فيها....وترك دمية الوفاء الحمراء ملقية على حافة السرير دون رحمة أو شعور بسيط بالذنب....وعينيها المنصبتين على قطعة الحديد المستديرة الشكل الملقاة على طرف التسريحة مقطوعة الأنفاس ساكنة كما السبيكة التي صنعت منها قبل أن تحييها العواطف الآدمية.....تحمل في سكونها الأعلان عن انتهاء كل الوعود الأبدية بالأخلاص....أتخيل كمية السواد واللؤم التي ستتمكن من دفع مقلتيك متجاهلة كل ذلك....ولتنظر صوب مستقبل مادي مرسوم بحرص ومخاطرة أقل...أم أن ما قوة أعظم من العشق هي من دفعتهما وطغت على حبي المتواضع في قلبك....لا أعلم.


"كم هي وضيعة كلماته المبطنة بحزن حاقد"....ستكون أول تعليقاتكم...أعلم ذلك جيدا....لكن الكلمات لن تأخذ صيغة أنتقام عندها....بل ستتخذ شكل استفهام بريء متغابي....تختفي فيه كل أشكال المشاعر والمعاني المستترة.

12‏/08‏/2012

عذر عاشق!




أطرق قليلا ثم قال:
- لا تحاول كظم عيظك أكثر من ذلك،تكلم أصرخ أبكي أشتم أفعل ما شئت لن ألومك.

   قال كلماته ثم أشاح بوجهه للناحية الأخرى....حدة مزاجه تلك لطالما أوقعته بمشاكل هو دائما بغنى عنها...حتى رباطة جأشة تلك التي تطغى على ملامحة دائما ما يفقدها عند أول رائحة ذكرى تفوح ناحيته منها....تلك التي قلبت بيديها المجردتين صحفته القديمة الملأى بالأنتصارت والمجد والكبرياء الشامخ على بنتات جنسها ممن سبقنها لأكتشاف ذلك القلب الذي يدور في مجرة بعيدة غير مكتشفة بعد...وما زاد الوضع سوءا أكثر،محاولته لأنقاذ صورتها في أذهان كل من علم بأمرهما....وأنا من ضمنهم.....فهو لم يخبر أحدا بالقصة كاملة....لم يتجرأ على القول لهم أنها لربما ستعود يوما....كيف لهم أن يفهموا دموعها التى سالت على يده ذات يوم وهي تقول"سأبقى أحبك للأبد،مهما حدث"...أو أنه هو الوحيد الذي استطاع فهم ذاك الوعد المبطن الذي أطلقته بكامل قواها العشقية....هم لن يفهموا ذلك أبدا مهما قال لهم.

-يا صديقي،طيلة أيامك معها وأنا أبرر  لها دائما وأحاول أقناعك بحسن نيتها بأفعالها تلك،لكني الأن لن أستطيع الكذب عليك أكثر،أتركها تذهب فهي ليست لك.

   تغررت عيناه بدمعة محاولا أبعادها عن رجولته كي لا تخدشها....تعلقت عيناه بالسماء وهو يتمتم بيأس مكابر."أعلم أعلم لكن...."
لم أتركه يكمل جملته وقاطعته قائلا:

-ما من استثناء على وجه الأرض يعلو على كرامة من سرت بعروقه الدماء الشرقية مثلنا...الحب يستحق بعض الألم كي نعيش بعدها في نعيمه حتى النهاية...لكنك يا صاحبي تألمت كثيرا...وطويلا....يكفيك عذابا وحاول الخروج بما تبقى منك باحثا عن صدر آخر يضمك برفق...ويضمد لك جسدك المثخن بالجراح...وأبدأ من جديد.

   لقد كانت كل بداياته الجديدة معها....ولها...فأي معجزة يحتاجها حتى يغير من طرق تفكير رجل مبدأي مثله...رجل لم تغير هي مبادئه فقط....بل مسحت كل دفاتره وبدأت بنقش قواعد رجل يتخذ من حبها قاعدة أنطلاق للحياة....يواجه صعوبات الحياة بها ومن أجلها....رجل صمم لها.....بحثه عن ذاته بات أصعب....فلربما يجول ذاكرته كاملة منقبا عن دليل ما يقوده لأيجاد نفسه....والأصعب من النبش في تلك النيران القديمة,الوقوف مرة أخرى كلما تعثر بذكرى لها هنا أو هناك والمضي نحو الحرية.....ثورته على نفسه رافعا شعار نعم لأسقاطك من ذاكرتي
أشعلت سيجارتين ممررا له أحداها....وقلت وأنا أنفث احتراري عليه مع الدخان"حاول...وأنا بجابنك سأساندك"
الكلام سهل أمام الأفعال العظيمة....فنسيان حب كذاك قد يأخذ منا سنوات...وقد يأخذ منا العمر كله...لكن،ليس لدينا سوا أن نحاول.



09‏/08‏/2012

عمود الجامع

    كبريائه المنحني كظهره يجعلك تتضائل أمامه اجلالا....يداه متشابكة خلف ظهرة كحكيم جارت عليه الأيام بتجارب لا تحتمل....تصغر كثيرا في حضرة حزنه الدفين في زاوية ما داخل روحه المتعبة....تخرج الكلامات من فمه مجهدة لكثرة ما دارت كورقة خريف حائرة في ذهنه قبل أن ينطق بها لسانه الرتيب الألفاظ....يعيد حساب الوقت الذي تشير أليه عقارب ساعته الفضية القديمة للمرة الثالثة في آخر ربع ساعة مرت على وقوفه ناصية الشارع في انتظار حلول موعد أذان المغرب.....

    بذهول تراقب أنتظار الخالي من كل علامات الترقب التي يبديها البشر.....يخرج المسبحة من جيب معطفه الشتوي الذي لم يكف عن أرتدائه في كل الأحوال الجوية طيلة السنوات الخمس الماضية....ودون أن يعير أنتباها لضجيج الشارع المزدحم,يسحب كرسيا حديديا من القهوة الشعبية القريب....يجرها بهوان نحو الزاوية البعيدة عن الأكتظاظ,القريبة من المسجد.....يجلس بترو آخذا نفسا عميقا وهو يعيد بأفكراه جرد ما تبقى من نقود في حسابه البنكي من راتب التقاعد القليل وهل سيكفيه حتى آخر الشهر في حال لم يستطع أبنه المقيم في الخارج تحويل البعض منها له....تشتد يده على المسبحة متنهدا بأستغفارات وتهللات يسمعها كل المارة على الرصيف.....هل يسمح له الوضع بالسهر الليلة مع أصدقائه في مقهاهم المعتاد؟؟...لعله يتناسى بعض همومه.

    يقاطعه صوت سماعة المسجد معلنة بآيات قرآنية أقتراب موعد الأذان....يهم بالوقوف ولازالت الأفكار المهمومة بوضع زوجته الصحي الذي تدهور بالآونة الأخيرة تقتله....تلمع الفكرة في رأسة كصاعقة "هل سأبقى وحيدا بعدها..؟".....يعيد الكرسي الحديدي مكانه....وينطلق نحو المسجد بعدما أشاح له أمام المسجد برأسه من الجهة الأخرى للشارع....يرفع الأذان وهو على عتبة المسجد يخلع نعليه....ويدعو ربه كما كل يوم بتيسير الحال....ويصلي بجانب عمود المسجد الذي أعتاده منذ عقود حتى ظنه زميل عمل.

08‏/08‏/2012

أقنعة

قلب حائر...يصول ويجول باحثا عن اللاموجود....عن قلب يستمع,بين كل تلك الوجوه المتجهمة والعارية من الحب.....يلهث راكضا وراء طيف من نور مبتغاه.....لمحه ببديهة عالية من بين تلك الجموع....لكنه كالعادة يضيع أثره....وينهك نفسه بلا طائل متل كل مرة.



ضوضاء البشر تخيفه...فهو كائن ليلي...يكره الزحام ولكن لقمة الحب الصعبة حتمت عليه الخروج من عتمته وسط نهار صخب مليء بالضجيج المتعب....يتوارى دائما خلف سحنة قليلة التجهم....يستعملها كغطاء يتوارى خلفه من الأعين.....فربما يقبض عليه يوما ما متلبسا بجريمة عشق....يحكم أثرها بتهمة الحب مع سبق الأصرار....ويعدم أمام كل تلك الأعين التي تخاف أن تؤول بها الأيام إلى نفس المصير....فوئدت قلوبها قبل أن تكبر وتجلب لهم العار.....هي كذا أيامهم،تجهم وإنكار طبيعة.

وبقي الحائر يتوارى من زاوية لأخرى ومن ظل لآخر حتى يجد حائرا كحاله ليرتكبا في حق بعضهما أشنع مجازر العشق....في ظلمة الليل...بعيدا عن أقنعة الجمود تلك.

27‏/07‏/2012

على كرسي بالمكتبة

    استأذن بحركة مفهومة من رأسه وعينيه بالجلوس ساحبا الكرسي الموارب  بعد أن هززت رأسي قبولا....أخذ نفسا عميقا متوترا,وجلس ليبدأ مغامرة جديدة مع كرسي المكتب ذاك.....لم يكن قد تبقى على بداية امتحانه أكثر من ساعتين,عليه أن يدرس بجد أكثر...فالصفحات العديدة المتبقية تبدوا مثقلة بالمعلومات.....تبدوأ,نعم تبدوا فهو يشاهد المقرر لأول مرة منذ بداية هذا الفصل الدراسي الطويل بالنسبة لطالب عادي مثل حالاته....ذكره صوت القرقعة الصادر من معدته أنه لم يتناول شيئا منذ البارحة....."أوفففف لا طعام جيد ولا نوم جيد كيف سأستوعب كل هذا".....يبدأ بالقراءة متناسيا كل تلك الأفكار التي قد تلهيه عن أنهاء المادة المطلوبة قبل الأمتحان بزمن يسمح له بأخذ نفس في الخارج لعل ذاك النفس يصاحبة سيجارة وكأس من القهوة.....ها هو يشت مرة أخرى....ركز ركز...لك يتبقى وقت...ينظر إلى ساعته ليتفاجئ بمرور الوقت سريعا.....لم ينهي أي شيء يذكر....يعدل جلسته الغائرة في الكرسي ليجلس بجدية أكثر...مسح رأسه بكلتا يديه وتنهد....يا رب إلى متى سأبقى هكذا.....تتك الدقائق متراكضة دون توقف....ولا صفحات تقلب بعددها...."تأمل السماء لن يفيدك يا غبي,كيف ستدخل وقد تبقى لك أكثر من عشرين صفحة دون أن تعلم ما فيها".....خرجت الفكرة في رأسة مع نفثة دخان السيجارة التي أشعلها دون كأس من القهوة أمام قاعة الأمتحان وقد بدأ المراقب بتوزيع الأوراق على الطلاب.....أتخذ أول مقعد فارغ واجهه....ترقب نسخته من الأمتحان بطقطقة قلم الحبر بيده.....استلم الورقة,سمى بالرحمن وبدأ بالأجابة......



23‏/07‏/2012

أرضي أنا


   للوهلة الأولى....يدرك أن لقطرات الندى مفعولا أكبر من القهوة أو أي نوع آخر من المنبهات في المساعدة على الأستيقاظ....كان الوقت قد تجاوز السابعة بدقائق قليلة....بدأت الحافلة بالتحرك ببطء....وبدأ قلبه بالخفقان معها...فاليوم يوم مميز....ليس في كونه يوم عطلة أو حتى لكونه ذاهبا في رحلة ميدانية مع زملائه....ولا حتى لأنه سيكتشف زاوية جديدة من زوايا أرض بلاده.....بل لأنه سيعرف أكثر...فقط سيعرف المزيد عن حبيبته.

   التأمل من النافذة المتسخة من الخارج ببقايا بقع الطين...الوجوه المبتسمة التي تحيطه...وحالة الأنفعال التي تلتبس الجميع....جعلته يسرح قليلا في تسائلات واستفهامات لا أجابة أو طائل منها...تجاوز الركب حدود المدينة ليستفيق من حلمه الجميل بوطن يعمه السلام له ولأبناء شعبه وحدهم...لا ينازعهم عليه أحد...لا مغتصب ينهب أراضيه....ولا مستوطن يسرق مقدراته....كل تلك البيوت الفارهة المنثورة على سفحوح الجبال المحاذية للطريق العام تصفعه بشدة أكبر كلما تفكر بالأمر أكثر....تحاول إيقاظه بعنف من أمنية كل طفل صغير ترعرع مثله على واقع مغتصب وحلم أوحد بنهاية هذا الظلم.....حتى خيوط الشمس المتسللة إلى حجره ببات يشعر بأنها ليست له وحده....بأن شيئا ما ينقصها لمجرد مرورها فوق أرضه التي سلبت منه.

    كم نحن متعبون.....فملامح كل شيء في وطني يدل على التعب....حتى الطريق الترابي الممتلئ بالحفر...حتى اللافتة الملقاة على قارعة الطريق....حتى شجر الخوخ الطاعن في السن....حتى وجه الجدة الجالسة بباب القرية الصغيرة.....توقفت الحافلة بعد زمن لم يشعر بطوله لفرط المتعة....لتعلن أصوات فرامل الحافلة بداية جولتهم في محطة رحلتهم الأولى....وبعد عدة أمتار فقط وجد نفسه في عالم لم يتوقعه....لم يخمن ولو للحظة وجود هذه اللوحات الفنية المتقة الرسم بيد الخالق في بقعة منسية كهذه.....في وطن بائس كوطنه....كم هو الجمال خادع.....ينسينا كل أوجاعنا في لحظات تأمله المسكرة.....في غياهب روعته نضيع من أنفسنا....نبدأ من جديد كأننا ولدنا الآن متناسبن كل رأيناه قبل اليوم.

    منتصبة القامة كالشعب الذي يسكن أرضها....دحرت كل من وقف في طريق أرتفاعها وشموخها....حتى لو كانت صخرة عظيمة كتلك الصخرة التي وقفت عليها شجرة الزيتون الشامخة عظما وقدما.....كأنها تقول لكل من يراها...."أنا هنا صمدت وتحديت وفزت,وأنت؟".....فلا يملك غير الصمت أسفا منها وأجلالا لها جوابا على ما ضربت به كل حالات الضعف البشري بعرض الحائط وبقيت....أما حبات اللؤلؤ المترامية في قعر جدول الماء....تعلن للملأ أنها لن تكون من نصيب إلا من أحبها وصانها وكافح ليفوز بها....مخلصة له للأبد ببريق لن يستمتع به إلا من عرف معناه وعاشه.....

18‏/07‏/2012

هي...وما بين السطور



"الكتابة،نقص المناعة المكتسبة للروح"
-محمد حسن علوان

   أفيون الروح....تخدر أحاسيسك لتخرجها منك ببطء....الكتابة دين آخر....لم تأتي به أي سماء...ولم يبشر به أي نبي....تـقـتات على فتات الروح....تتشرب الحب كاسفنجة...تنقل الحزن من شكله المؤلم إلى حالة مشاركة علنية....تصل إلى الأرواح التائهة فوق الغيوم....العزلة فرصتها الوحيدة للأنقضاض عليك...فحرارة الأحاسيس المشتعلة تضعفك لتصبح فريستها السهلة.....عالم لن يخوضه قارئ النص مهما بلغ من الفهم للكلمات والأحاسيس....ومهما حاول معايشة الحدث بكل تفاصيله.

   كلماتنا الهاربة من فجوة الروح التي خلفها الدهر...يعيد القلم فتحها لتنساب فوق الورق جملا ومعاني....وتترك ارواحنا تضج بفراغها....خاوية بلا سبب لتعيش....فنذبل كوردة أمتص رحيقها ورونقها...ونموت ببطء...بنقص المناعة المكتسبة للروح.


   كنت أبحث عنك بين أوراقي ذات حزن...أبحث عن رائحة عشقك بين سطوري....كل واحدة منهن كانت تبحث عن نفسها بين الكلمات التائهة....تحاول أقناع هوسها أنها وطن تلك الكلمات...أنها أرض محشر نصوصي...أنها بطلة تلك القصة....لكن هناك،في القعر،في سحيق قرارة نفسها تعلم أنها ليست شيئا يذكر...أنها ليست سوى منديل أبيض جميل مزركش الأطراف....نمسح به دموع غياب الحقيقة...وأرميه وأمضي.

   كل ابن أنثى منكم كان يقرأها بين سطوري....كان يعلم جيدا أنني أكتبها...وأنني مهما حاولت أخفائها بين الكلمات....فسيبقى نورها يتقد خاطفا بصر كل من قرأ....كلكم كنتم تعلمون ذلك....إلا أنا..!!!!   تظنونني أمزح،أنا المخدوع الحقيقي فيكم...أنا من كانت الغشاوة تملأ عينيه....لم أعلم أنها واضحة كل هذا الوضوح في كلماتي...لم أكن أظنها ستخرج مع عذابات روحي لتتسلل وتختبئ بين أسطري....لم آخذ لمعان الكلمات على محمل الحب....هي من كانت تبرق كلماتي...هي من كانت تتلألأ فوق حروفي....هي من كانت تسود نصوصي.
كان حريا بك يا قارئي أن تنبهني...أن تقرصني لأستيقظ من هذا السبات الذي أحطت روحي به....أيقظوني أرجوكم....كلما لمعت في فكري....أضربوني....كلما هذيت بذكراها....اسكبوا علي الماء البارد....وأيقظوني.



16‏/07‏/2012

أكرهك

كم أكرهك...أكرهك حين تمثلين...
تلعبين برجولتي كخشاشة طفل صغير تمرحين بها قليلا,ثم ترمينها بالدرج الملون لتنسى سنين وسنين....
وتتركيني معلقا بلهفتي وحبك حين تبتسمين ....
أكرهك أكثر لما على نكاتي السخيفة تضحكين.....
ولما الرقص على نغمات ألحاني الحزينة تستجدين....
أكرهك إذا طل الربيع وقال أين كمالك يا فتى,فلا أجد سوى بقايا شعرك على مشطي لتقول اليقين.....
وإذا أكتمل القمر وأثار غيرتي لأكتماله وأنا ناقص معك.....
***
أكره عيونك الملونة بالخداع...أكرهمعك أحلامي ...
أكره كل أمل علقته على كتفيك ووثقت بك لتحمله معي....لتتركه هناك على مقعد الخيانة...وتجري لتهرب من ذنبك باكيا....ويسألك كل من في الطريق ما بك لتلقي أحمال ذنوبك على كاهلي المثقل بغدرك....كم أكرهك.... 

08‏/07‏/2012

صدمة !

ألقى حقيبته فوق الطاولة البيضاء بعصيبة....عصبيته مفرطة هذا اليوم...اكثر من الأيام الماضية...خلع ملابسه المشبعة بالخذلان...ودخل ليستحم...لربما تذيب المياه الحارة المتدفقة بعضا من يأسه...


   يوم حار اكثر من عادي...صباح يبتدأ بجلسة علاج نفسي أمام المرآة....يقنع نفسه فيها بأنه اليوم أفضل....بأن اليوم سيحمل معه شيئا ما،جديدا....بحيث ينسيه أشهره السوداء الأخيرة....لكنه جلس كعادته على ذاك الكرسي النازف ألما وخيبات...لا يفعل شيئا سوى انتظار ذاك الشيء الجميل...شيئا بداخله كان يصيح بأعلى صوته
"قم،تحرك،فالأشياء الجميلة لن تأتيك على طبق من ذهب...أذهب وابحث عن نفسك...في أركان ذكرياتك...على سور النصر...أو على طاولة الفرح...أو حتى على مقعد الشهوة...أو بالقرب من زاوية الخيبات....لربما تجد ما أضعته من لهفة الحياة هناك"....لكنه يأبى الحراك...يتخذ الحجج الواهية في سبيل إبقاء خوفه متقدا..
رفع رأسه وقال بصوت لا يكاد يسمع...وقال"لن تأتي..."....
كل يوم يمارس الطقوس ذاتها...ويتعارك مع نفسه ذات العراك...وكل يوم يهزم...كل يوم يتقدم خطوة...ويتأخر خطوة....لكن من كان يظن أن ذاك النهار سيحمل في طياته كل ذلك....من كان ليتنبأ بأن آخر الصفحات القليلة العدد ستحمل معها كل تلك الصدمات.


   صدمة...هي التعبير الوحيد الذي شمل كل ملامح الخيبة والخذلان والضعف والمفاجئة....فهو منذ زمن لم يسعق هكذا...لم يتلقى تيارا عالية من الخيبة الظن كهذه...أن تجلس خوفا من الخيبات أنتظارا للأمل...هو سعي حثيث نحو الخيبة ذاتها....أن تغمض عينيك أمام ريح المستقبل خوفا من غبار الخيبة...هو ارتطام بالخيبة صخرية ضخمة.


   التأمل بالعلب المقفلة التي يحملها البشر من حوله فوق أكتافهم...والتفوه بالترهات العلمية في مواضيع النقاش التافهة كان أفضل ما يمكن لشخص في مثل حاله ما يفعل...فهو يبقى أفضل من الجلوس صامتا وتلقي تلك الترهات رغما عنه....ووسط ذلك الجو المشوش....لمح كلمة لم يكن يجب عليه أن يلمحها...اسم ذو ترتيب مرتفع في قائمة الأسماء الممنوعة من الفكر....أسم في مكان خاطئ في زمن مؤكد الخطأ.

لم حدث ذلك...
لم الآن...
لم اليوم بالذات....
لم منك أنت يا من اسميتك"أنا" يوما ما...
لم تساعدني يا صديق....
بل....


كان الموضوع قد انتهى قبل أن يبدأ...لم يكن يحتاج الأمر إلى كل هذا...لم يكن يستلزم منك تضحية غالية كهذه....كنا قد أنتهينا...عندما بدأت.
لم يكن تخمينك صحيحا....لم تكن تمتلك الجرأة حتى لتختار التخمين الآخر....أقنعت نفسك وحاولت إقناعي....وكدت تنجح....
أتذكر....
لا,لن أبدأ سلسلة غير منتهية المواقف من الذكريات...فأنت وحدك من تعلم...وحدك أنت فقط من كان يجب أن يعلم...أنت....

07‏/07‏/2012

رائحة ذكريات محترقة

"ماذا سأخسر بعد.....؟"
سألت نفسي الليلة متهكما على كل ما حدث....استفقت للحظة....انطلقت نحو المرآة مهرولا....طلعت عليها لأجدني متفاجئا بما أراه...أنا اليوم رائع...أنا اليوم جديد...أنا اليوم أفضل...
تجرأت على إطلاق رصاصة ثورتي على القدر...أعلنت النضال على حرفين محرمين في ديانات السماء جميعها....أتحدى من أجلهما كل قديسي الارض،والحكماء والمجانين...أذقت نفسي طعم الهزيمة وانتصرت...خرجت مثخن الجسد منتصر على ما وقف كل تلك الأيام حاجزا بيني وبين ما يجب أن أكون....خنقت ذلك الحيوان الصغير المسمى الخوف....أقتلعت رأسه بيدي المجردتين...سأقف الآن وأصرخ بملئ فمي"كفى..."....سأنتصر اليوم على كل أوجاعي وانتقل لخانة الأخذ...سأفتح ذراعي واحتضن باقة أزهار الأوركيد وأعيد رونق الحياة لها...سأحملها وأضع قلبي بطاقة حمراء على طرفها....وأهديها لأول أنثى أصادفها...............وأعشقها.
وأنسى كل آلامي....وأعشقها بجنون حب أول...وألقى خلف الخيبات آلامي القديمة....وانطلق نحو الشمس لأحترق بها وأغير لوني القديم....وأقلب شريط مسجلي على أغنية مرحة الدندنات....وأطرب عليها بجنون سكران.



سأستيقظ بالصباح وأفتح نافذتي للأمل المحمول على خيوط الشمس لعل القليل منها يتسرب إلى روحي المظلمة....أنير بها قليلا لأحلامي المستقبلية....دون ألم...دون حزن....سأفتتح نهاري بفنجان قهوة بملاعق سكر زائدة عن المعقول...أضيف كل ملعقة بفم تمزقه الأبتسامة....سأختار ثيابي بحذر،بألوان مفرطة السعادة...فكل يوم هو اليوم الكبير...أبهرجها بالكثير الكثير من السعادة....واستعمل ما تبقى من قارورة عطرك،ليشتم كل من يراني نسيانك متغلغلا في ملابسي....وأنطلق بأملي نحو ما لن يعرف مصيره سوى من صمت متأملا ببقاياك على على ذراعي....

ألم مخدر

جسدي متخدر....آسف يا صديقي على سرقة الوصف...لكن ليس هناك تعبير آخر لما أنا فيه...فأنا أكاد لا أشعر بشيء....اطرافي مخدرة...ورأسي ليس لي....وقلبي لا يؤلم...وروحي تقفز من حالة لأخرى...أعلم أن الذي أنا فيه الآن لا يسر أحدا...ولا حتى أنا،لكني أخطأت...بالفعل أخطأت...أخطأت حينما أخترت الرد على تلك المكالمة...أخطأت حينما ارتئيت الجلوس مع بأس البشرية على الجلوس مع نفسي وحل المشكلة...أو بالأحرى،أيجاد المشكلة.
رأسي يتفجر من شدة الضغط عليه...اريد أن أنام،أريد أن أموت الآن...أموت وأعلق ذنبي برقبتك إلى الأبد....لا أريد أن أتألم بعد...فمهما كان ذاك العذاب الذي يتحدثون عنه بعد الموت،فلن يكون أعظم من ألمي بك الآن....اريدك خارج حساباتي،أن أطالع كشف حساب أيامي دون ان ارتطم بأسمك....أرتجف كلما مر اسمك بفكري...كغراب أسود لا يكل التحليق فوق آمالي....لا أحد يعلم مدى ألمي بكل كلمة تخرج من روحي لتصلك...حتى أنت،فمهما آلمتك حروفي فلن تصل لدرجة ألمي....أريدك جانبي،تضمض جراحي وتمسك يدي بالأمل ذاته كل مرة...وتخرجني من جبروت القدر للحظة....الحروف تتكسر على فوهة ورقتي الصفراء...وأنا لا أشعر سواك,الألم ليس أنت والحزن ليس أنك والحب ليس أنت ولا حتى أنت.

.لن أكمل أخراج عواصفي....فقد تحرق روما الليلة....تصبح على واقع

04‏/07‏/2012

ذات انتظار


لن تأتي....
إعادة ترتيب المساء ليس بتلك السهولة التي تكلم عنها درويش....
يحتاج الأمر لأكثر من مجرد الوقوف والبدء بأزاحة كل تلك الأشياء التي حضرتها لها....
يحتاج إلى جرأة أعظم من مجرد الأنتظار على مقعد ليلكي الأحلام....يحتاج لأكثر من حجر ألماس يعلو خاتما فضيا بصندوق منمق الألوان ملفوف بعناية....يستلزمني أكثر من خمس سجائر وعشق مهذب الحواف....أكثر من كوب قهوة سوداء بسكر خفيف وتأمل عميق....مسائي أكثر فوضوية من مسائك يا درويش.

   خيبتي أعظم...خيبتي أكبر...خيبتي ليس بأنثى لم تأتي.....خيبتي ليس بوقت خذلني بالأنتظار....فأنا أحب الأنتظار.....لكن خيبتي كانت بقدر مؤلم متجني غادر....يسخر مني في كل مرة....وأنا أتألم كل مرة...كما لو كانت أول مرة.....كما لو كان صباح كل يوم هو ذات الصباح.....كما لو كان عقارب الساعة تهزأ بنا فتعود للوراء كل ليلة ونحن نيام.....وتنطلي علينا الخدعة،ونستيقظ كل صباح بأمل جديد لنعود آخر الليل بخيبة جديدة...خيبة أخرى مؤلمة،كما الخيبة الأولى.

   النسيان ليس شرب كأس نبيذ أو حتى كسره....النسيان ليس ببساطة تغطية المرآة لنتهرب من ملامح جراحهم على وجوهنا.....النسيان لن يأتي بكلمة...أو بيت أو حتى قصيدة،ولا حتى بدواوين شعرية مستوفة على رفوف الزمان.....النسيان من السهل نسيانه.

03‏/07‏/2012



الأحزان الملعونة لا تريد جوقة من المهرجين لكي تنتزع نفسها من أكفانها

.....

 أنها تنتظر،وفي لحظة تقف شامخة مزدرية ، كأنها تترصد لتفجر.



-عبد الرحمن منيف

29‏/06‏/2012

فصل بلا عنوان

على أبواب فصل جديد من يومياتي....من حياة رجل لا زال لم يفهم شيئا...أقف مذعورا مرتبكا...مشتتا ومحتارا...خائف من صدمة خبر انتهاء مدة صلاحية قلبي العشقية....لربما أنا غير صالح للعشق بعد كل ما جرى....ربما لا أصلح لخوض مغامرة جديدة بقلب مستعمل مهترئ كالذي أحمل...أأخوض معركتي بسلاح أكل عليه الزمن وترك يقايا الصدأ للتتراكم فوق أجزائه؟!
أرتباكي من تكراري لأخطائي السابقة فوق رماد ذكريات أخاف النبش بها حرقا....أخاف أن أشتعل من جديد...أن أحرق كل ما استصلحته من بقايا ما حرائقي الماضية...
أيجاد عنوان جديد لفصلي هذا هو أكثر ما يؤرقني....فماذا سأطلق على مجهول لم أجد هدفي من خوضه بعد...مجهول مستثنى من أمل مستقبل يثقلني بالتفكير به....تاركا اللجام للصدف والقدر لتكون سيدة الموقف هذه المرة...بأرادتي أنا وليس رغما عني ككل مرة....ولم أراهن الدنيا ببنس من أحساسي على خسارة مؤكدة بكل موازين العقول والقلوب أيضا....لم أضع أي سناريوهات حتى لموقف صغير كما اعتدت....حتى أحاول جعل الأمر يحتوي على بعض الأثارة...والكثير من خيبة الأمل...لربما تنجح محاولتي في أعادة ثقتي بالقدر....
شتائا كان أو خريفا...صيفا أو ربيعا.....أو فصلا جديدا لم تجد له البشرية مسمى بعد....سأخوضه بكل ما أوتيت من حلم....بكل ما اختزنت من عشق مقموع....سأجتاز بوابته بأصرار وأتناسى قناع الحزن على طاولة فراقيّ الأخير....وأنهي فنجان أنتظاري وأصطحب علبة سجائري....وأفرغ توتري بولاعتي الذهبية المتأرجحة بين أصابعي....وأمضي
سأنتظر...كما اجيد....لربما....؟؟؟؟!!!!!!

27‏/06‏/2012

أشياء جميلة...اقتلعتها بيديك

دعنا تنوقف لحظة...ننظر بها لكل تلك الأشياء الجميلة التي تبادلناها....كل تلك الأحاسيس الجميلة التي ارتديناها،كاشفين أذرعنا لجرعة من بعضنا....نتجرعها بيقين قتلها لنا يوما ما....ماذا لو كنت أنا هدية القدر للحياة بيوم ميلادها....ماذا لو كنت أنت هدية الحياة للقدر في ذكرى لقائهما الأول....ماذا لو كنا مجرد أشياء جميلة وضعت على الرف للذكرى...كانت مغلفة بورق جميل ملون،ببهجة سافرة....ثم تركت للغبار المخطلة بدموع الفراق،ليأكلها الزمان....وينساها.
أو يلقي بنا في نار معركة حب مؤقتة...في سلة مهملات بأجزاء متناثرة....بقلوب عابثة لا تعرف معنى الحب ولا تحترم الفراق....انت كتلك الوردة البيضاء التي أحضرتها لك يوما،ربما تركتيها لتذبل  وتتناثرها الرياح بذات مكان لقائنا...أو سقطت منك على باب الحافلة....أو حتى وضعتها بكتاب لتفقد رونقها ونداها بين صفحتي كتاب هرم...وأتى اليوم الذي تلاقي فيه ذات مصير تلك النرجسة....وتذبلي بأنتظار.
وربما أنا ذاك الكأس الملون الذي أحضرتيه لي...جلست أتأمله ساعات وساعات....حتى أنني لم استطع استعماله أبدا....لكن حواف أجزائة التي تناثرت على حائط عصبيتي المفرطة كادت أن تمزق صبري على تلك الأيام...المصير عينه أذاقني أياه قدر همجي المشاعر جاحد الحب.

نحن لسنا سوى ألعاب صغيرة جميلة...تتسلى بنا الحياة وقدرها...ثم نلاقي مصير كل جميل.