04‏/07‏/2012

ذات انتظار


لن تأتي....
إعادة ترتيب المساء ليس بتلك السهولة التي تكلم عنها درويش....
يحتاج الأمر لأكثر من مجرد الوقوف والبدء بأزاحة كل تلك الأشياء التي حضرتها لها....
يحتاج إلى جرأة أعظم من مجرد الأنتظار على مقعد ليلكي الأحلام....يحتاج لأكثر من حجر ألماس يعلو خاتما فضيا بصندوق منمق الألوان ملفوف بعناية....يستلزمني أكثر من خمس سجائر وعشق مهذب الحواف....أكثر من كوب قهوة سوداء بسكر خفيف وتأمل عميق....مسائي أكثر فوضوية من مسائك يا درويش.

   خيبتي أعظم...خيبتي أكبر...خيبتي ليس بأنثى لم تأتي.....خيبتي ليس بوقت خذلني بالأنتظار....فأنا أحب الأنتظار.....لكن خيبتي كانت بقدر مؤلم متجني غادر....يسخر مني في كل مرة....وأنا أتألم كل مرة...كما لو كانت أول مرة.....كما لو كان صباح كل يوم هو ذات الصباح.....كما لو كان عقارب الساعة تهزأ بنا فتعود للوراء كل ليلة ونحن نيام.....وتنطلي علينا الخدعة،ونستيقظ كل صباح بأمل جديد لنعود آخر الليل بخيبة جديدة...خيبة أخرى مؤلمة،كما الخيبة الأولى.

   النسيان ليس شرب كأس نبيذ أو حتى كسره....النسيان ليس ببساطة تغطية المرآة لنتهرب من ملامح جراحهم على وجوهنا.....النسيان لن يأتي بكلمة...أو بيت أو حتى قصيدة،ولا حتى بدواوين شعرية مستوفة على رفوف الزمان.....النسيان من السهل نسيانه.