14‏/09‏/2014

قليل منك الليلة والذكرى…لا يضر

فكرت مرة بسذاجة، عن امكانية تحنيط لحظة، ثوان قليلة فقط، اعيدها في رأسي كلما المت بي التعاسة، الصور احيانا لا تكفى، ولا حتى مقطوعة موسيقى من صوتك الطافي على سطح الذاكرة، او حتى زيارة خاطفة في حلم/كابوس، صدفة في طريق أقدارنا الملتوية، او حتى ضمة كاذبة في جوف الليل....كلها ما عادت تكفي، اطار آمال مزركش، احيطه بلحظتي المعتقلة بجريمة الزمان الراكض، اعلقها هناك، حيث تركت عينيك آخر مرة....لأعود كمتعبد نادم إلى صرح لحظتي الهاربة، تائبا عما اقترفت يداك، نادما على جريمتك انت.

كان مسائنا حميما بالحزن...والشمس اسلمت نفسها لجبروت الليل...طافت عيناك بالمكان ارتيابا، وانا بلا حياد احدق في جنح ليلهما الأسود...التفت
يمسك بي خوف بارد، ما عدت قادرا على المتابعة، اريد ان اتوقف حالا عن الكتابة، فأطرافي ترتجف، وقلبي يرتعد.اصبحت اخافها...اخاف الكتابة....كما خفت يوما تعلقا اصبح شغفا بتفاصيل الفكرة....فكرة الحضور والغياب/الموت والحياة، فالكتابة، مرادفة للإنفصال، الكتابة تعني مسافة، والكلمات جسرنا الصغير لأمل الوصول، وكلماتي تطول، وانتي بعيدة.

في حضرة الوحدة...استسقي العين بإلحاح فلربما تهطل قليلا من احزانها المكبوتة، انا الجبان الذي فقد احساسه لفرط ما استنزفه حزنا، يجلس الليلة إلى رماد الذكرى نابشا عن بصيص حب قديم، ادمنت البحث عبثا عن الدفء في تفاصيل الأشياء، اقتباس، مقطوعة موسيقى يتيمة، مشهد، او حتى اشباه ذكرى مهشمة. لتعود رتابة الحلم صباحا، لمعقلها الأخير. ولا تذر العاصفة الليلة نواحا خلفها ولا الم.