16‏/01‏/2014

رجل قيد أمنية

ببساطة...عندما نكتب نحاول إيصال شيء ما يمكن التعبير عنه بالكتابة إذ لم نسطعه قولا....لكن، ذلك العبئ الثقيل الذي يتكور في الصدر أكبر من أن يحكى...شحناته السلبية أعلى من أن تفرغ بجلسة بوح...أو حتى اثنتين....وإذا ما أوشكت أن تكتب....تدافعت وعلقت برأس القلم...فلا حبر يسكب ولا نقص من حملها شيء....ننام على انغام الوحدة باكرا...لعل الأحلام تؤنسنا والذكرى بمن نقول لهم ما يدور في طيات الوقت....الثانية إلا كابوس مؤلم....وطريق أخرى لقول الكثير مما لم يكتب بعد...ولن يقال يوما.

نقلب الصبح والمساء بحثا عما يملأ الفراغ حول الظلمة....يأخذ معه ولو لدقائق فكرة احترفنها وباتت شعلنا الشاغل....وسط اليأس يصبح الأنتحار فكرة أقل من عادية....طريقة ما لتسريع تنفيذ احكام القدر على حيواتنا الصغيرة المؤلمة...تخفيها وتكات الساعة المثيرة للجنون...كأنها تطرق رأسك بقوة وتقول:"إذهب ومت، فما عاد في هذه الجثة التي تحويك بقية من روح لتستمر أكثر"....بلا أمل تعلق به روحك....دون حلم أو هدف.

ما كان عليك استنزاف كل شيء من أجل حلم لا يشبهك...لأجل قدر حتم عليك قصرا....وكأنك كتلة لحم ودم، صممت خصيصا لتأدية دور ما عاد يناسبك....منذ انتشلوك من قالب صنع خصيصا لذلك...واجبات والتزامات حتمت عليك تنفذها كحكم سجن مدى الحياة بأعماله الشاقة....دون شغف وباحتكار تمارس ما تبقى لك صامتا دون حقك الطبيعي بالأستئناف أو سؤال "لما"....هكذا قدرك...اتبعه أو مت قهرا على جثث احلامك الملقية هنا وهناك.

"أحقا أنا لم أعد أصلح لشيء"...اقتباس لكاتب نسيت اسمه(كالعادة)....لكنه يصف جيدا ما يقض مضجعي في آواخر ليل يناير البارد هذا...لاشيء حقا يقول أكثر من هذا....فلقد خرجت صفر اليدين خائبا من محنتي...وأكثر من صديق وحب خسرت....خسرت نفسي أيضا...وقعت في شرك الحماقة ذاتها مرتين ولم أنجو...أعترف....ما باليد حيلة، مات الزمان وحفرت الذاكرة وانقضى الأمر.