25‏/01‏/2013

وحدة!


"لم يَعُد ثمّةَ أطلال لكي نبكي عليها"
-نزار قباني

ها قد ذهبوا جميعا....
تلاشوا خلف زجاج عاكس....
ترى منهم الأبتسامات فقط,
لكن دون أن يبصروا ألمك الطافي على وجهك....
أنت وحيد,بلا عنوان قلب,أو رقم هاتف غربة يصلونك به.....
ومثل شرقي تبدأ خلق وطن مؤقت حولك....
منزل بسرير أوهام,تـأثثه بأشلاء أحلام....
أصدقاء مفتعلون....
وحنين متكلف....
وحب بديل.....
كما أنت.

معنى أن تندم





وحيث لفك الدوار لتغرق عن آخرك ببحر الذكرى,حاولتَ أن تجاري قرارك حتى آخره....بالتخلي عني أمام عرض القدر الأخير....المشهد الأخير....كأن تتابع استرحامي لعواطفك من على مقاعد الأحساس الخلفية.بضجر الأعادة,ولهفة انتظار النهاية....متأخرا أتيت عن الشوق بدقائق فقط....متقدما على هوسي بتلميع إطارات صورك برأسي....كم كنت أهذي بخذلانك ليلا وأنا ملتحف حزنا رطبا بحبات الدمع....فأصبح عاذرة لك على ما أجرمت بي حبا....أكان عشقا أم تمثيلية عشق....لا أفهم....أنهض كل ليلة عتماء ,إلى حالتي الصغرى مختلقا لك ولغبائي أوهاما أعتاش على خدرها.....ما أصعب الأصتدام بجدار الحقيقة....وما أسخف العيش في قمقم ضبابي حتى الأبد.


عدت اليوم لك,فقد فرغت لتوي من تقليبك ليلة أرق....إلى حملك وجعا وكبتا طيلة نهار.....ما أصغر آذان البشر لتسعك بوحا....وما أكبر حبك لتسعه كلمات....أيُّ حب ذاك....ليخدر منطقية حياتي بتلك القوة....لتلغى في حضرته كل التكاليف....ولا يعود لرسميات العلاقات الأنسانسة مغزى ولا داعٍ......أأكون قد أرتكبت الخطيئة الثامنة المميتة إن عدتُ لأدمان الوهم/الحياة معك.....أو حتى إن تجرعت أملا كاذبا بأنك لي حيثما ذهبت بك الأيام.....كانت كلماتك الأخيرة خاتمة مدوية....كقنبلة,شوهت واجهة أنوثتي....وبقايا العقل في رأسي....أنا لا شيء بدونك.

أن ترتدي ثوب لامبالاة طويل...بألم زائد عن تحملك....تتقي به خيبة ظن اعتدتها مني.....ومطر خذلان يصيبك بوعكة لا شفاء منها هذه المرة....لكنك لم تكن أذكى من الشتاء.....فمعطفك ذاك لن يقيك برد الندم,ولا غدر الشتاء.....ديسمبر أفل,لكن الشتاء لازال في مقتبل برده.

تطيل النص إلى أخر رشفات كأسك....آه.متى يفرغ هذا النص/الكأس....أظنك تخسر جزءا منك في كل كلمة تضاف لهذه السطور....لتفقد ذاتك بعد عدة نقاط,وتعود ذلك اللاشيء الذي كنته قبلي.....


24‏/01‏/2013

لم يفهم 2




سألته:
-لماذا لازلت بأنتظارها...؟
بتهكم أجاب:
-ببساطة,لأن بعض الوعود أصدق من أن تُحنث.

-إذا أنت لها وإن كانت غائبة.!
-لا,فمن هم بمثل غربتي لا يؤمنون بمنطق تملّك....فالتملّك للاجئين مؤقت مثل جوازات سفرهم.....وأنا مجرد عابر طريق في زحام العمر.

14‏/01‏/2013

لسيدة السطر الأخير


مترنحا،جبت شوارع الذكريات....
ابحث عن نور ما أشعل به آخر سجائري,
أمزق العلبة بغضب.
وأتمتم والدخان يلفني:
"تلاشى بالهواء.
وخذ معك ما تبقى من طعم الهزيمة في فمي"

اسكرني الحزن ليلتها....
ارتشف كؤوس اليأس الواحد تلو الآخر...
لعلها تأخذ مع حرقتها غصتي،
ولربما حياتي أيضا.



   بدايةً.سطرت اسمك برأس الصفحة....حتى لا أخلط بينك وبين سيدة ذكرياتي....لن أمنطق ما حدث...سأتركه للوهم يلهو به...يتجاذب أطرافه مع جنوني بك....كحلم مرت،ظهرت من العدم....من نقطة الأمل البيضاء في آخر الغد الأسود...كزهرة ياسمين،صمدت طيلة شتاء....ليحتضنها القدر بكعب حذاء....لأمرأة....مرت فوق رصيف الأيام عنوة....لا تقصد بجريمتها سوى القتل غير العمد....خائفة أن يشهدها أحد المارة صدفة.

   أنثى الكلمة القاطعة....السطر الأخير في كل محفل.....أتظنها حقا طرقت باب العمر الليلة لتأخذ جولة في رواق الذكرى فقط....لتتأمل أعمالها الفنية على جدارية رجل....أم أنها جائت لتلقى وردتها الأخيرة فوق نعش رجل توقف عن الهذيان بها لفرط ما انتظرها؟؟....كما وصفت أحلام.

   كأن العرض أصبح للبطلة الأوحد....فوق خشبة العمر,تستنطق صخرة تكاد تهوي في موجة بوح عارمة....لتغرقهما وكل شيء بقاع الحياة...كدت أنطقها حقا،أن اتلعثم بأسمها بفعل حب،احبك.

   أنّا لي أن اغرق بغيرك،أهناك شاطئ سواك ترميني إليه الحياة كلما حاولت الهروب....فلا بحثتم عن ركام أنثى تلائم قاربي المهترئ....امرأة تحتوي تبعثري وشتاتي،تمنحني حق المواطنة في عينيها علانية أمام الخلق.

لن أرخي نفسي لوهم بعدك وإن كان وهمك....
فما نحن إلا حب تخلى عنه الحب....
فلا تبحثي عن صداقة تتبنانا أو أخوة تكفلنا....
قدر اليتم نصيبنا...
والحرمان عاهتنا المستديمة...
أصلح لنا أن نبقى هكذا
بلا كينونة....
وأن نخلد للصمت كل ليلة،ونترك برك الشوق راكدة على ما تحتها.


10‏/01‏/2013

عن"ها"....وبقايا ظلال




لربما وسط هذه العتمة،أحترفت العيش مع الظلال أكثر....
تشاطرني ضجيج صمت الغرفة...ونصف السرير الذي امتطي....
وسكون أشيائي المبعثرة بفوضوية مرتبة....
تجالسني الكرسي المحاذي للأمل في تأمل الندف الأبيض لآخر نقاط المستقبل استعلائا....
وتشاركني برشفة من  فنجان مرارة أعود نفسي عليه مؤخرا....
لنثرثر معا قليلا...
فألمح ظلها ينسدل على الزاوية البعيدة
كعادته...
هناك بجانب خزنة الأحلام القديمة.....
تسلل خلسة من شرفة الأوهام،يستدفئ حبها،أو ما تبقى منه....
ما الذي أتى بك الليلة....؟
ومن فتح لك قفص الذكرى لترفرف هكذا في ذهني اليوم بالذات؟؟

***

كنت قد بدأت اعتاد على صباحاتي خالية منك....
والفراغ في الحائط مكان صورتك....
كنت أدرب قلبي على التمتع بأوهام العيش دونك....
واستصدر تصريح خروج مؤقت من مقبرة اليأس التي واريتني فيها التراب آخر خطيئة.....
بعد حادث اصتدامي بحقيقة اللامكان لي بدفئ عينيك....
كيف تمكنت من التسرب إلى فكري المروض على تلافيك/الألتفاف حول حقيقة حبك....

***

هي الليل الذي حسبته فجر يأسي....
المتهادي تبجحا على سقوطي مهزوما أمام اسوار حيائها....
جائت تسهر على تألمي وهذياني الليلة...
تمزقني,تبعثرني,ترميني,ترفعني إليها....ثم تحطمني...
تمسح عن جبيني يقايا صورها وابتساماتها....
وتختفي مع أولى خيوط الفجر,تفزعها....
لتنتهي,وتنهيني.


09‏/01‏/2013

إقرأني للمرة الأخير




من على سرير الوداع الأخير خرجت لك اللية....وقبل أن يطبق الموت أنيابه علي تماما....خرجت بقلم وذاكرة مهشمة...أغتنم فرصة قد لا تلوح للكثيرين....لأكتب لك على جدار العمر كلمتي الأخير....خاتمة كل شيء إلا من حبك الذي عهدتك أني لن أتوقف عن تعاطيه حتى آخر نفس....أقترب مني اللية,أقترب أكثر لا تخف,أنحني قليلا كي أرى عمري بشكل أفضل.....أهمس في أذنك بعضا من كلمات....تعرف بعضها جيدا....والباقية حقائق كنت تواريها تراب غض النظر....فلا تكترث كثيرا فبعد بضع دمعات وأنهيار,سأكون قد ذهبت.....ولن يتوجب عليك تَصَنُّع الأكتراث بي مرة أخرى.

الليلة أستجمع بقياياي فيك.....آخذ جولة سريعة في ردهة الذاكرة,معرض رسوماتك في عمري....فهذه اللوحة هنا لمخطوطة من عهد الحب الأول....رسالة من طالب الرحمة من سماء الأنوثة إلى مليكة مملكة القلب,وفيها عهد العشق الأول المطبوع بحبر الدموع,وختم الأبدية بذيلها ببصمة الصدق والبرآة.....وتلك التي تليها لوحة لشتاء لا يعترف بالحب خصما....ولا بالسجائر حدا للقاء...ولا حتى بك أغنية صباحية للأمل.....وتحاذيها لوحة يملأها الصيف بغبار الخداع والكذب والدموع الجافة على أطراف مآقل الحب الفتي.....وهناك في الزاوية يتدلى الألم الكبير.... نحت الخنجر الذي تلقيت به أول خياناتك بنقاط حب تقطر من نصله.

ما عدت أقدر أكثر على الدوران في مكاني متلفتا يمين الماضي وشماله.....ما عدت أسطع على رفع صوت الأمل ليعلوا على طرقات حبات المطر لأبواب الذاكرة....سأهرب الليلة من قفص وعدك....وأخل بكل تلك العهود....وأخلد للموت.

04‏/01‏/2013

عندما ينبض العطاء



على صوت أنفاس التشبث الآخيرة....
عند ذلك الخيط الرفيع بين التماسك والجنون....
ليلتها...كنت أبحث بين حبات المطر عن نص أعيش بطولته بحذافيرها...
يشبهني حد الغرق....يشبهها حد الدهشة....
يشي بي بقسوة معاتب....
دون أن أختنق بوصف...أو يكبلني تعبير...
أتنقل من قصة لرواية,ومن قصيدة لخاطرة....
يحثني أمل التعثر بغايتي....
محاولا ألّا أبقى مكتوف الأيدي وأنا أرى أجزائا من جسدي وروحي تفقد شيئا فشيئا....لأتلاشى وأذبل لأصبح كما لم أكن.


لتعرف معنى العطاء,لابد أن تذوق مرارة الخذلان....
تجمع حطام أحلامك اليابسة وتشعله,لتدفئ به برد إحساسك....
تتأمل نور الأمل الذي كان يختبئ بينها....
وأولئك الذي حلمت لهم,هشيما يتطاير منها....
ثم ما تلبث أن لا تجد ما هو قابل للأشتعال عداك أنت....
فتلقي بما تبقى من هزل جسدك نحوها....

هكذا نحن,
نحرق أنفسنا إن لم نجد من نحرقها لأجله.

01‏/01‏/2013

نخب عامنا الجديد



   قرعنا كؤوس النيسان....لنلقي من على كاهلنا أحمال عام قد مضى....وشارف على الغروب.....لتغيب معه بعضا من اعمارنا وأيامنا...ونسجل في  مذكراتنا أياما أصبحت ضمن الماضي....عام لم نقدم فيه وأياك يا قلبي أي إنجاز يذكر....فنحن نتعلم التعايش مع ليالي رأس السنة بكل ما تحمل من كآبة وذكريات....نعيد جرد أحلامنا المدفونة في تراب العمر....أحصي وأنت خيبات عام آخر أنقضى موثوقين لورقة جرد حساب الخيبات....ندلي بما يخاجلنا لورقة ليست أكبر من أحلامنا,ولا بحجم الخذلان يقينا أنها تقترب من المستحيل أكثر فأكثر...لنتعلم فن ممارسة الحياة بلا روح....بلا قلب أو حتى ضمير.

   كنت قد أخرجت قلمي الليلة على أمل توثيق بعض من الآلام/الآمال المعلقة برقبة عام آخر....يمر على رأسي كأول شعرة بيضاء في رأس كهل عانى الأمرين في عمره....في موسم حصاد الأحلام هذا,أجدول محصول أنجازاتي....لأبقي ما تحقق منها أملا للغد...وأتخلص من تلك المنتهية الصلاحية....وأدرج المتبقي على قائمة أحلام العام المقبل....وأعيد ترتيبي جيدا هذه المرة,فقد تعلمت كثيرا,وعلمت كثير...فهمت بعضا....لكني لازلت لم أفهم شيئا.