25‏/03‏/2012

غرور

لا أظن ذلك يا صديقي...فلسنا نحن الأغبياء،فقط لأننا ظننا أن المجتمع يفهم ما نفكر فيه...بل المجتمع هو الغبي اللامفهوم...يطلب منك تفاصيل التفاصيل،التقرير المفصل حول ما تريد منه أن يفهم...لم نعتد منذ طفولتنا على التبسيط،فقد تأخرنا في الكلام ليس لغباء أو تخلف ما،بل لأن من حولنا كانوا يلبون لنا ما نريد بالأشارة...وكبرنا ونحن كذلك...فدعني الآن أقول لمن ينعتني بالغباء فقط لأني قلت كلمة لم يستوعبها دماغه الصغير بأننا لا نحتاج لأمثاله ناقدين...أو حتى مستمعين في مجالسنا،نعم،فالغرور يتحول من عادة إلى ملة أحيانا

24‏/03‏/2012

لحظة

هناك أوقات نعبدها...نقدس لحظاتها...لا بل نعيش لأجلها....لا يمكننا نسيانها...أو الأدعاء بعدم تذكرها...أو حتى المرور عليها في فكرنا كلحظة عادية....ككتاب على الرف استهواك،وامتعك بقرآئته...فلن تستطيع المرور عليه برف كتبك كأي كتاب آخر...بل سيبقى محفورا في قلبك...فقط لأنك أحببته


22‏/03‏/2012

لروحك...ليس لك

بعد مرور عصر قلبي الجليدي،لا زلت أرتجف حبا كلما مررت بفكري بهيبة حبك ومشيتك المتبجحة...لا زلت أتألم احيانا على فقدك،وأتألم دائما على غدر الزمان أو بصيغة غير مؤدبة"غدرك أنتي"....أوقفت كل ما تعلق بك بعد ذلك اليوم..دفنت قلبي،ألغيت أحلامي،أوقفت طموحي،اعددت واجهة خارجية جديدة لنفسي،أساسها كرهي لكل ما حولي....من مجتمع إلى ديانات إلى أحاسيس وحتى بشر...لؤم مادي مضاف إلى جثة بشرية تهيم على وجه الأرض أصبحت من بعدك
لا تكرهيني لصراحتي،فقد كتبت عنك كثيرا،ووصفت نفسي معك أكثر...لم آأبه لكلام جارح،ولم أخشى على نفسي لومة لائم....أظن إذا أنه قد حان موعد نفض الغبار عن ذلك الدفتر المهترئ.وضرب كل الماديات بعرض الحائط،وإذابة الجليد عن قلب لربما يستطيع العشق ثانية.
لست بمجنون بك،ولم أزل أعيش على الأطلال،لكنك ستبقين ذلك الحاجز الذي لم استطع تخطيه والمضي قدما في حياتي،لكنني كي استمر بالتنفس كان يجب أن ألتف حولك وأكمل الطريق.وعند كل مطب أو بداية جديدة يجب أن ألتفت لأتعلم أن لا أتوقف مرة أخرى،فيكفي كل ذلك التأخر عن الركب.
بالرغم من كل التعقيدات على بساطتها،إلا أن القدر هو من سيربح بالنهاية،ولكنني لست على استعداد لسماع جملة"ألم أقل لك"يقولها عقلي لقلبي بسخرية مفرطة ولا أجد سوى الصمت بحزن ردا عليه.

18‏/03‏/2012

امشي

المشي....ما أجمله من شعور،لا تنتقل بجسدك من مكان إلى آخر فحسب بل تتنقل في فكرك بين أركان الدنيا،تخوض تجارب فكرية لا نهاية لها،تقابل أناس لا تعرفهم وقد لا تتحدث إليهم البته،لكنك تبادلهم مشاعرك واحاسيسك،تشكو لهم همومك وتستمع إلي مشاكلهم.يؤثرون بك وقد تؤثر بهم...قد تحبهم....وكل ذلك دون كلام.فقط من الوجوه،من قرآة الأعين

يراودني سؤال:كيف لنا أن نعلم كل تلك الأشيلء عنهم دون أن نتكلم معهم أو حتى دون أن نكون قد لمحناهم قبل ذلك...؟؟  الجواب بسيط،الانصات لعقلك عندما تدع أحاسيس قلبك تقوده،ذلك هو السر العجيب.
عزيزي،صدق أو لا تصدق كل هذا يحدث واكثر عندما تسير....

10‏/03‏/2012

رومنسي...ولكن (1)

فنجان القهوة التاسع...أهو يحاول الأنتحار...مزاجه متعكر منذ أيام.....لقد طلب عدم أدخال أحد إلى مكتبه مهما حصل....أهو مريض.....لم لا يأخذ أجازة....فليفاتحه أحد بالموضوع،أنه لا يرغب بالتكلم مع أحد....ترهات ترهات....


كان صباحا آخر ممتلأ بالثرثرة والنميمة في الشركة كما جرت العاده،فالموظفون يبحثون يوميا عما أو عمن يقع تحت رحمة ألسنتهم.لكن اليوم كان دور صديقنا"أحمد"....ياااه ألم يتركوني بحالي....كانت علامات التعب والأرهاق وقلة النوم تطغى على هيئته العامة،لا مرض أو مشاكل يمكن أن تحد من عزيمة القروي الذي أنهى الثانوية بأمتياز وانتقل إلي المدينة(الخبيثة) كما  يسميها دائما،لكن دراسته لأدارة الأعمال وأنهاءه لها بدرجة جيد جدا حتمت عليه الأستقرار بها،فقد أتته فرصة العمل بعد التخرج على طبق من ذهب....قرر أن يآخذ بقية النهار أجازة ويتوجه للقرية..لعل الجلوس إلى العائلة قد يصفي ذهنه ويجعله يحسم أمره...لم يكمل الفكرة حتى وجد نفسه قد كتب الأجازة وأعطاها لسكيرتية المدير ولم يتكلف عناء المرور لبيته بل توجه بأول تاكسي صادفه إلى مجمع الباصات بما عليه من ملابس,قطع التذكرة وجلس"كما يحب"إلى النافذة بالكرسي قبل الأخير وانتظر لحظة الأنطلاق.....صوت الصبي الذي يبيع الفستق أضجره حتى كاد يهم بضربه لكنه غير رأيه وقرر اسكاته بالشراء منه لربما يوقف موسيقاه العذبة،خبأ كيس الفستق بجيبه ليعطيه لأخته الصغيرة...بالرغم من أن الأزعاج لا يزال قائما من صوت المذياع المضبوط على أذاعة أخبارية لم تكف عن تكرار نفس المصائب العربية كل يوم،شهداء سوريا،شهداء غرة،وتظاهرات هنا وأخرى هناك،إلا أنه استطاع رمي رأسه على كتفه وادعاء الأسترخاء...الموضوع ذاته الذي أرقه منذ أيام...ذاكرته ضعيفة حتى أنه يظن نفسه مصابا "بالزهايمر" في بعض الأوقات،لكن عندما يتعلق الأمر بها،فأن ذاكرته أقوى من حديد....استرجع أحداث أول أمس كما لو كانت أمامه....




عاد يومها من عمله على عجلة فقد كان اليوم هو اليوم-الكبير-...اتفقا على أن يلتقيا في الخامسة والنصف،كان يستغرب عجلته....فلم تكن الساعة قد تجاوزت الرايعة عندما وصل إلى البيت....خلع ملابسه واشعل مشغل الموسيقى على أنغام ماجدة الرومي التي يعشقها منذ الصغر ودخل ليستحم وهو يفكر"كيف ستبدو اليوم؟" "ماذا سترتدي؟" "هل ستحضر لي هدية؟".....قفد كان يصادف في ذلك اليوم ذكرى مرور شهر على أول لقاء بينهما.....أنهى حمّامه...أرتدى ثيابه...وانطلق إلى الميعاد بعدما تأكد من علبة سجائرة ومحفظته ومشبك الشعر الأرجواني على شكل وردة الذي سيقدمه لها بهذه المناسبة....ناظر هاتفه المحمول للمرة الألف بطريقه إلى المكان...ليستعلم الوقت وليتأكد من أنها لم تتصل.....كانت الساعة الخامسة إلا ربع عندما وصل المكان الموعود....اشترى قنينة ماء من الكشك المنصوب إلى جدار الحديقة ليبرد فيها عطشا استولى عليه منذ لحظة انطلاقه من البيت،واتخذ مقعدا لينتظرها وقد اعترى جبينه الشوق واللهفة الممزوجتين بقليل من التوتر الذي صعب عليه إخفائه.....


أنها الخامسة تماما....لا شك في أنها على وشك الوصول الآن....




يتبع....

01‏/03‏/2012

رجل في المقهى

    أغلق حاسوبه المحمول يعصبية,أقفل كتبه,ورتب كل شيء بنظام-كما هو دائما-داخل حقيبته,عيناه محملقتان في اللاشيء,حمل كآبته ونفس"التمباك"وجلس بجوار ذاك العجوز المتأمل دائما....حقيبته بجانبه,نفسه بيده,ولا زال اللاشيء هو الموضوع الذي يجذب عينيه,ظننته في البداية مغادرا فهو-كما يبدو-لا يحب الصخب والضجيج,أنها الخامسة تماما هو لا يتأخر بالعادة حتى هذا الغياب,صديق الشمس عرفته...يصحو معها ويخزن نفسه إذا غابت.


    "نقاش مفكرين" هذا ما وصف صديقي به تلك الرقصات الذهنية التي كان يؤديها بتناسق مع العجوز ذاته.حاولت استراق الحديث,كلام فلسفي لم اسمع به قبلا واسماء كتاب لم اعرف لهم جنس من لغة.فكرت كثيرا في الآلية التي يمكن أن يكون قد تكيف بها هذا الأنسان مع وضعه,هل فكر بالأنتحار...هل ترك الماديات جانبا ليعيش ما تبقي من أيامه بروحانية...هل يأتي إلى هنا كي يقتل يأسه وملله أم ليتكلم مع "العجوز".....هل يبكي طوال الليل ويندب حظه ويعترض على قسمته من الدنيا....هل....وهل.....قطع على تسآؤلاتي عندما انتصب واقفا وذهب ليصلي في محراب صغير.لقد قطع كل شكوكي بضربة واحدة,حركة واحدة زادت اعجابي واحترامي له درجات.


    سحب نفس التمباك بعمق,احتبسه ليملأ به صدره كأنه لا يريد له الأنتهاء,ويخرجه كأنه أخرج معه كل هموم الأنسانية جمعاء,في قبعته السوداء السلبة التي تمثل فكره المحايد رائحة لعبق من ماضي لم يعاصره,بل تقمصه عبر الكتب التي أعتقد أنه يسبح بينها طوال الوقت.يرتشف الشاي في عجل,رشفة وراء أخرى.كمن يقلب في الصفحات بحثا عن الفكرة منها.لكن أين الفكرة في كوب شاي لا تقدس كل رشفة فيه.أظنه تضايق من نظراتي له...لربما يتذكرني منذ ذاك اليوم الذي سلمت عليه عندما كنت مع صديق مشترك لنا.إذا يظنني أعرف قصته واشفق عليه,لا أنه يظنني متطفلا فضوليا ينتقد أختلافه مع نفسة.تناسيته وعدت لأركز في عملي,ولكنه لا يزال ملتصقا بذهني.أردت النظر أليه لأعرف ما يفعل في تلك اللحظة,يقوم بدفع حسابه دون أكتراث للنقود.يضع يديه في جبيه ويغيب....