24‏/05‏/2014

محاولات لأنقاذ ذاكرة

الصمت ازرق....زرقة الأثارة المذهولة امام مساءنا الربيعي الآخير...من وسط ركام كل تلك الأفكار المبعثرة داخل رأسي الصغير خرجت الليلة اكتب لك...نهضت رغم كل الآلام الكبيرة التي تعتري جسدي هذا الصباح...رغم جبل الخذلان الجاثم على صدري....جررت خيباتي وجلست إلى طاولتنا الصغيرة...اكتب لك...اكتبك بآخر الأشياء...قصاصاتي الأخيرة...وقلمي شبه الجاف...وبقية من حكاية لم تروى بعد....اظن اني اود اقول شيئا...او لربما اريد ان اعتذر...ان اقول ما نبقى من حروف لم تقال...آخر ليلة...ليلة قهوتنا وحبات البوح المدسوسة سرا لنا...كتبت...لأنك وحدك تعرف معنى ان اكتب.

لأن الليل ما عاد يسمع...وظهر الغيب لم يعد يعرف...لأن مسار الطريق تغير....والزاوية هدمت...ولأنها خانت، نعم مدينتا خانت وارتدت اثواب الرماد...والحكاية علقت...على رف الأنتظار...والصمت مني اصبح أذية....اصبح للشك في اللاصوت كمان...يعزف على اوتار الماضي لحنا كان لنا....لحنا لا أزال اذكر جيدا كيف كدت تقفز محاولا ضمه...وافلحت، ولم تتركه يفلت إلا وتواقيع شفاهك تملأه...رغم كل العيون الغائرة في وجه الحياة...وكل تلك الأصداء الصغيرة في وجه الصيف.

لنترك التبريرات جانبا...ولنتستمع للحكاية أذا...الحكاية...ذلك الجواب الشافي لأسئلتك الكثير...لكني سأخبرك سرا اجوف...كقعر ذاكرة محروقة خبرتها....الحكاية ان لا حكاية...ان لا ذاكرة سليمة تحمل ذكريات منمقة جاهزة للسرد...وكما قيل"تحاشى معي الأسئلة، فالكذب يبدأ عندما نكون مرغمين على الاجابة"...فاترك الحكاية تختمر...ولندع للذكريات فسحة من خيال...تتناقل فيها الحكايا كما تريد...فزمن قتل الأبطال انتهى...ابطال اليوم ينتحرون....يقفزون من على حافة المنطق مطلقين العنان لحكاية اخرى...وفصل آخر...فلا تمت، قبل ان تقترف حبا.

ينتفض وقفا...يسقط القلم...ترفع القبعات....تهتز الريح لتعزف معها لحنا يعرفه...لحن الوداع الأخير.