27‏/05‏/2013

حب ببعض التطرف



جميلة أنت...
حين تصتنعين الأهتمام...
السعادة الفاتنة على وجه نفاقك...
يضفي لمحة راقية لخيلائك....
ذلك المسكوب على قارعة الزمان...
أنت أنثى الغرور الكامن...
تتجلى فيك كل أنات الأرض دفعة واحدة...
في نظرة سارقة...
من عبق التاريح المنمق...
كباقة من أزهار البنفسج...
تلقينها غير عابئة بمن لم يعلق عليها إهداء ولا بطاقة...
باقة سادة،فقط...
ليقول دون حروف...
كيف أنه أخفى قلبه بين ثنايا بتلاتها...
لعلك تعثرين عليها في صدفة...

تضعين جانبا بها كبريائك المكنون.


***

الليلة أكتبيها في دفاتر نرجسيتك الغراء...
أنا أحبك...
أحبك حقا...
رغم الألم شرقيتي المفرط...
رغم تجوف صمودي...
رغم ضعفي القاتل أمامك...
أعشقك...
وأعترف أني نجوت بأعجوبة
من سم عينيك الملونة...
ومن السهام الحمر لصمتك...
ومنك...منك أنتي.

***

دونيها ببطئ...
وأسطري تاريخ لم يولد بعد...
لبطل دوى صمته صارخا
بحبك على الورق...
ولم يجرؤ على أشباع نفسه منك...
حتى لا تنتهي...
حتى تبقبن وريثة القلب الوحيدة...
ببن رياحين السماء...
والرقصة الحميمية الأخير
على ضفاف سعادة لم ينلها...
وليبقى مذاق شفتيك
الطعم الأخير على لسان حالي المدثورة ندما عليك.
ما عدت أجيد لعبة التخفي أكثر...
فأنا ملل من التواري
خلف الجمود،وأكوام الثوابت...
لأبقيك على مسافة...
في الناحية الأخرى من الحلم....
فلقد تعبت!


22‏/05‏/2013

سيدة عمري الخائنة


"وما أظن كل تلك الأقدار المتناحرة على جثثنا...تتسابق في من ينهش أكثر من حياتنا....سوف تترك لنا بقايا قلوب،لنعشق
"

   مضى عامان إذا....كالمته هاتفيا....حديثهما كان محترزا....ابتسم في تواطئ وقال:"فليكن!"....أغلق الخط...أنهى مخاض الكلمات ذاك...وعلامات السؤال تحوم حول رأسه ذهولا....أين كان كل ذلك مختبئا في ثنايا القدر...لمَ لم يحدث ذلك قبل أن يموت الأنتظار وينفذ الحب؟!....لتضرب موعدا مع القدر كهذا...عليك انتقاء وجهك بعناية....ابتسامة رقيقة لا تخلو من بعض حزن....عيون خالية من الدمع...ملامح جادة...وصمت...لربما فرصة تركها الخيار له بأنتقاء المكان كانت لصالحه....فعليه أنتقاء لون السماء بحذر...انفعالات البحر...وردة فعل الشمس...كان مقعد اللقاءالأخير أفضل خيار...تلك الطاولة التي احتضنت لهفة الحب الأولى...والأخيرة

   امطر كلامها بداية الجلسة....أعذار فارهة....استجداء منمق....عينيها كادت تبوء بالحب...تفتعل الأبتسامة بتكلف يداري عنها ضعفا...يأتي صارخا بأن الطلب مرتين مذلة....فهي على يقين تام بأن هنالك أخرى اليوم....وأنه ما عاد يسقط مغشيا عليه في الحب كلما فاض بهما الشوق في لقاء....يجلس أمامها الآن بسكينة...يحرق اللهفة بسجائر....يطفئ نيران غيظه بصمت تلو الآخر...نصل سكونه يذبحها،تستشيط غيظا....تبدأ بأستنكار الشوق الذي دفع بها لهذا الموقف.


   أحب...جدلية تلك الكلمة عندما تضاف كاف تعود عليها...مؤلمة حين غياب،مفرحة تحت شمس لقاء،خانقة بعد خيانة....لكنها ستبقى دائما غصة كبرى حين يتعلق الأمر بها....فهو لن يعشق،لن يعشق....جبنا نعم....رعبا أجل...هو مقر بأنها بات يخاف الحب...يخافها....يخاف السعادة....فهنالك ألم كبير يتربص بعد كل منعطف سعادة ولو صغيرة....الحزن الطفيف أفضل من الألم.


   كانت الحكاية تكتب نفسها...بحبر لائق،أحمر للحب وأسود لأضفاء نفحة حزن...كانت تدبر مكائدها مع القدر...كأنها تروي لنا بعض أقاصيص ما قبل النوم...تقول بصوت خفي خافت...اعتبروا يا أولي القلوب....فهذا كان درسكم الثاني والأخير...حصتكم الأوفى من حزن العمر...وما تبقى خفايا لا تجنى إلا في أوانها....لن تشرقوا بعد اليوم....وما أظن كل تلك الأقدار المتناحرة على جثثنا...تتسابق في من ينهش أكثر من سعادتنا....سوف تترك لنا بقايا قلوب،لنعشق.

13‏/05‏/2013

حلم تعيس


   ألم تعلم مسبقا اين تجرك حكايتك تلك....أكان لتنهيدة ارتياح بعد بوح....أم أنه مجرد هدوءِ ما قبل العاصفة الكبيرة...كانت دائما ما تقول  بتهكم..."لا داعي للكتابة بعد اليوم،فها أنا هنا الآن معك"...كانت كما هن...تعتبر الكتابة حالة هستيرة خارجة عن المألوف...أقراص وهم،تتناولها عند اللزوم...حالة إكتئآب،تفريغ لغضب،تضمين لعاطفة مكتوبة،أو حتى رسائل مبطنة لها...أو لربما لغيرها...فهي ما انفكت تقنع بحضور أنثى غيرها في ذهنك حتى وهي بين يديك...معذورة،لا تعلم أبدا أن أغلب الكلمات غرق...داء لا دواء....ولا تصلح بعد وعكة عاطفية فقط....بل تحدث بمصاب قدري يأتي على رأسك موتا بعد حب.....وحدها الكتابة تمنحك وهم التجدد....تبقيك نصف عارٍ،نصف ميت،نصف أنسان.

   الثالثة بعد منتصف الليل...مسودات هاربة صبغت لون الليل...بحبر من يمسك قلما لأول مرة....ما عدت تعرف هل تمسكه بالطريقة الصحيحة أم أنك نسيت...كيف تبدو السماء بلا غيوم.....كيف تحتفل النجوم بأقمارها بسعادة العُرس الأول....كيف تعشق....أردت دائما أن توثق أنكساراتك...أن تكتبها حيث لا تفنى...ولا تعبث بها أوهامك....فتصبح أكبر من حقيقتها...ولا أصغر من ذاتها....كي لا تصبح منسية على عتاب ذاكرة.....تريدها خيبة خام،كما هي....لا قاتلة ولا تافهة....فأجمل الكتابة أن تجد من يعتبر ببعض الأمل الطافي على سطح تعاستك...أن تنقذ قلبا ما...يتوق لبر أمان.....أنت يا صديقي متعب بماض يثقلك....بأطياف ذنب قديم....كبر لينجب الموبقات السبع...الخطايا السبع المميتة....كلها مسطورة....على صحيفة الأعتراف تلك....برقع الدمع...ليس ندما...انما حزنا،على من غاب وخلف بعده ذلك الشيطان المستتر في هيئة أنسان.

   عرفتَ اليوم نعمة أن تملك حلما....عرفتَ جيدا معني أن تكون سعيدا بحزن....أن ترقص حد البكاء....أن تفرح حد الألم....حد الكفر بذاتك...وبكل مبادئك وماضيك....وأن أكتائبك ليس جنونا ولا عار...وأنك إذا ما حزمت حزنك بحقيبة،ورحلت....فلن تشفى.