27‏/07‏/2012

على كرسي بالمكتبة

    استأذن بحركة مفهومة من رأسه وعينيه بالجلوس ساحبا الكرسي الموارب  بعد أن هززت رأسي قبولا....أخذ نفسا عميقا متوترا,وجلس ليبدأ مغامرة جديدة مع كرسي المكتب ذاك.....لم يكن قد تبقى على بداية امتحانه أكثر من ساعتين,عليه أن يدرس بجد أكثر...فالصفحات العديدة المتبقية تبدوا مثقلة بالمعلومات.....تبدوأ,نعم تبدوا فهو يشاهد المقرر لأول مرة منذ بداية هذا الفصل الدراسي الطويل بالنسبة لطالب عادي مثل حالاته....ذكره صوت القرقعة الصادر من معدته أنه لم يتناول شيئا منذ البارحة....."أوفففف لا طعام جيد ولا نوم جيد كيف سأستوعب كل هذا".....يبدأ بالقراءة متناسيا كل تلك الأفكار التي قد تلهيه عن أنهاء المادة المطلوبة قبل الأمتحان بزمن يسمح له بأخذ نفس في الخارج لعل ذاك النفس يصاحبة سيجارة وكأس من القهوة.....ها هو يشت مرة أخرى....ركز ركز...لك يتبقى وقت...ينظر إلى ساعته ليتفاجئ بمرور الوقت سريعا.....لم ينهي أي شيء يذكر....يعدل جلسته الغائرة في الكرسي ليجلس بجدية أكثر...مسح رأسه بكلتا يديه وتنهد....يا رب إلى متى سأبقى هكذا.....تتك الدقائق متراكضة دون توقف....ولا صفحات تقلب بعددها...."تأمل السماء لن يفيدك يا غبي,كيف ستدخل وقد تبقى لك أكثر من عشرين صفحة دون أن تعلم ما فيها".....خرجت الفكرة في رأسة مع نفثة دخان السيجارة التي أشعلها دون كأس من القهوة أمام قاعة الأمتحان وقد بدأ المراقب بتوزيع الأوراق على الطلاب.....أتخذ أول مقعد فارغ واجهه....ترقب نسخته من الأمتحان بطقطقة قلم الحبر بيده.....استلم الورقة,سمى بالرحمن وبدأ بالأجابة......



23‏/07‏/2012

أرضي أنا


   للوهلة الأولى....يدرك أن لقطرات الندى مفعولا أكبر من القهوة أو أي نوع آخر من المنبهات في المساعدة على الأستيقاظ....كان الوقت قد تجاوز السابعة بدقائق قليلة....بدأت الحافلة بالتحرك ببطء....وبدأ قلبه بالخفقان معها...فاليوم يوم مميز....ليس في كونه يوم عطلة أو حتى لكونه ذاهبا في رحلة ميدانية مع زملائه....ولا حتى لأنه سيكتشف زاوية جديدة من زوايا أرض بلاده.....بل لأنه سيعرف أكثر...فقط سيعرف المزيد عن حبيبته.

   التأمل من النافذة المتسخة من الخارج ببقايا بقع الطين...الوجوه المبتسمة التي تحيطه...وحالة الأنفعال التي تلتبس الجميع....جعلته يسرح قليلا في تسائلات واستفهامات لا أجابة أو طائل منها...تجاوز الركب حدود المدينة ليستفيق من حلمه الجميل بوطن يعمه السلام له ولأبناء شعبه وحدهم...لا ينازعهم عليه أحد...لا مغتصب ينهب أراضيه....ولا مستوطن يسرق مقدراته....كل تلك البيوت الفارهة المنثورة على سفحوح الجبال المحاذية للطريق العام تصفعه بشدة أكبر كلما تفكر بالأمر أكثر....تحاول إيقاظه بعنف من أمنية كل طفل صغير ترعرع مثله على واقع مغتصب وحلم أوحد بنهاية هذا الظلم.....حتى خيوط الشمس المتسللة إلى حجره ببات يشعر بأنها ليست له وحده....بأن شيئا ما ينقصها لمجرد مرورها فوق أرضه التي سلبت منه.

    كم نحن متعبون.....فملامح كل شيء في وطني يدل على التعب....حتى الطريق الترابي الممتلئ بالحفر...حتى اللافتة الملقاة على قارعة الطريق....حتى شجر الخوخ الطاعن في السن....حتى وجه الجدة الجالسة بباب القرية الصغيرة.....توقفت الحافلة بعد زمن لم يشعر بطوله لفرط المتعة....لتعلن أصوات فرامل الحافلة بداية جولتهم في محطة رحلتهم الأولى....وبعد عدة أمتار فقط وجد نفسه في عالم لم يتوقعه....لم يخمن ولو للحظة وجود هذه اللوحات الفنية المتقة الرسم بيد الخالق في بقعة منسية كهذه.....في وطن بائس كوطنه....كم هو الجمال خادع.....ينسينا كل أوجاعنا في لحظات تأمله المسكرة.....في غياهب روعته نضيع من أنفسنا....نبدأ من جديد كأننا ولدنا الآن متناسبن كل رأيناه قبل اليوم.

    منتصبة القامة كالشعب الذي يسكن أرضها....دحرت كل من وقف في طريق أرتفاعها وشموخها....حتى لو كانت صخرة عظيمة كتلك الصخرة التي وقفت عليها شجرة الزيتون الشامخة عظما وقدما.....كأنها تقول لكل من يراها...."أنا هنا صمدت وتحديت وفزت,وأنت؟".....فلا يملك غير الصمت أسفا منها وأجلالا لها جوابا على ما ضربت به كل حالات الضعف البشري بعرض الحائط وبقيت....أما حبات اللؤلؤ المترامية في قعر جدول الماء....تعلن للملأ أنها لن تكون من نصيب إلا من أحبها وصانها وكافح ليفوز بها....مخلصة له للأبد ببريق لن يستمتع به إلا من عرف معناه وعاشه.....

18‏/07‏/2012

هي...وما بين السطور



"الكتابة،نقص المناعة المكتسبة للروح"
-محمد حسن علوان

   أفيون الروح....تخدر أحاسيسك لتخرجها منك ببطء....الكتابة دين آخر....لم تأتي به أي سماء...ولم يبشر به أي نبي....تـقـتات على فتات الروح....تتشرب الحب كاسفنجة...تنقل الحزن من شكله المؤلم إلى حالة مشاركة علنية....تصل إلى الأرواح التائهة فوق الغيوم....العزلة فرصتها الوحيدة للأنقضاض عليك...فحرارة الأحاسيس المشتعلة تضعفك لتصبح فريستها السهلة.....عالم لن يخوضه قارئ النص مهما بلغ من الفهم للكلمات والأحاسيس....ومهما حاول معايشة الحدث بكل تفاصيله.

   كلماتنا الهاربة من فجوة الروح التي خلفها الدهر...يعيد القلم فتحها لتنساب فوق الورق جملا ومعاني....وتترك ارواحنا تضج بفراغها....خاوية بلا سبب لتعيش....فنذبل كوردة أمتص رحيقها ورونقها...ونموت ببطء...بنقص المناعة المكتسبة للروح.


   كنت أبحث عنك بين أوراقي ذات حزن...أبحث عن رائحة عشقك بين سطوري....كل واحدة منهن كانت تبحث عن نفسها بين الكلمات التائهة....تحاول أقناع هوسها أنها وطن تلك الكلمات...أنها أرض محشر نصوصي...أنها بطلة تلك القصة....لكن هناك،في القعر،في سحيق قرارة نفسها تعلم أنها ليست شيئا يذكر...أنها ليست سوى منديل أبيض جميل مزركش الأطراف....نمسح به دموع غياب الحقيقة...وأرميه وأمضي.

   كل ابن أنثى منكم كان يقرأها بين سطوري....كان يعلم جيدا أنني أكتبها...وأنني مهما حاولت أخفائها بين الكلمات....فسيبقى نورها يتقد خاطفا بصر كل من قرأ....كلكم كنتم تعلمون ذلك....إلا أنا..!!!!   تظنونني أمزح،أنا المخدوع الحقيقي فيكم...أنا من كانت الغشاوة تملأ عينيه....لم أعلم أنها واضحة كل هذا الوضوح في كلماتي...لم أكن أظنها ستخرج مع عذابات روحي لتتسلل وتختبئ بين أسطري....لم آخذ لمعان الكلمات على محمل الحب....هي من كانت تبرق كلماتي...هي من كانت تتلألأ فوق حروفي....هي من كانت تسود نصوصي.
كان حريا بك يا قارئي أن تنبهني...أن تقرصني لأستيقظ من هذا السبات الذي أحطت روحي به....أيقظوني أرجوكم....كلما لمعت في فكري....أضربوني....كلما هذيت بذكراها....اسكبوا علي الماء البارد....وأيقظوني.



16‏/07‏/2012

أكرهك

كم أكرهك...أكرهك حين تمثلين...
تلعبين برجولتي كخشاشة طفل صغير تمرحين بها قليلا,ثم ترمينها بالدرج الملون لتنسى سنين وسنين....
وتتركيني معلقا بلهفتي وحبك حين تبتسمين ....
أكرهك أكثر لما على نكاتي السخيفة تضحكين.....
ولما الرقص على نغمات ألحاني الحزينة تستجدين....
أكرهك إذا طل الربيع وقال أين كمالك يا فتى,فلا أجد سوى بقايا شعرك على مشطي لتقول اليقين.....
وإذا أكتمل القمر وأثار غيرتي لأكتماله وأنا ناقص معك.....
***
أكره عيونك الملونة بالخداع...أكرهمعك أحلامي ...
أكره كل أمل علقته على كتفيك ووثقت بك لتحمله معي....لتتركه هناك على مقعد الخيانة...وتجري لتهرب من ذنبك باكيا....ويسألك كل من في الطريق ما بك لتلقي أحمال ذنوبك على كاهلي المثقل بغدرك....كم أكرهك.... 

08‏/07‏/2012

صدمة !

ألقى حقيبته فوق الطاولة البيضاء بعصيبة....عصبيته مفرطة هذا اليوم...اكثر من الأيام الماضية...خلع ملابسه المشبعة بالخذلان...ودخل ليستحم...لربما تذيب المياه الحارة المتدفقة بعضا من يأسه...


   يوم حار اكثر من عادي...صباح يبتدأ بجلسة علاج نفسي أمام المرآة....يقنع نفسه فيها بأنه اليوم أفضل....بأن اليوم سيحمل معه شيئا ما،جديدا....بحيث ينسيه أشهره السوداء الأخيرة....لكنه جلس كعادته على ذاك الكرسي النازف ألما وخيبات...لا يفعل شيئا سوى انتظار ذاك الشيء الجميل...شيئا بداخله كان يصيح بأعلى صوته
"قم،تحرك،فالأشياء الجميلة لن تأتيك على طبق من ذهب...أذهب وابحث عن نفسك...في أركان ذكرياتك...على سور النصر...أو على طاولة الفرح...أو حتى على مقعد الشهوة...أو بالقرب من زاوية الخيبات....لربما تجد ما أضعته من لهفة الحياة هناك"....لكنه يأبى الحراك...يتخذ الحجج الواهية في سبيل إبقاء خوفه متقدا..
رفع رأسه وقال بصوت لا يكاد يسمع...وقال"لن تأتي..."....
كل يوم يمارس الطقوس ذاتها...ويتعارك مع نفسه ذات العراك...وكل يوم يهزم...كل يوم يتقدم خطوة...ويتأخر خطوة....لكن من كان يظن أن ذاك النهار سيحمل في طياته كل ذلك....من كان ليتنبأ بأن آخر الصفحات القليلة العدد ستحمل معها كل تلك الصدمات.


   صدمة...هي التعبير الوحيد الذي شمل كل ملامح الخيبة والخذلان والضعف والمفاجئة....فهو منذ زمن لم يسعق هكذا...لم يتلقى تيارا عالية من الخيبة الظن كهذه...أن تجلس خوفا من الخيبات أنتظارا للأمل...هو سعي حثيث نحو الخيبة ذاتها....أن تغمض عينيك أمام ريح المستقبل خوفا من غبار الخيبة...هو ارتطام بالخيبة صخرية ضخمة.


   التأمل بالعلب المقفلة التي يحملها البشر من حوله فوق أكتافهم...والتفوه بالترهات العلمية في مواضيع النقاش التافهة كان أفضل ما يمكن لشخص في مثل حاله ما يفعل...فهو يبقى أفضل من الجلوس صامتا وتلقي تلك الترهات رغما عنه....ووسط ذلك الجو المشوش....لمح كلمة لم يكن يجب عليه أن يلمحها...اسم ذو ترتيب مرتفع في قائمة الأسماء الممنوعة من الفكر....أسم في مكان خاطئ في زمن مؤكد الخطأ.

لم حدث ذلك...
لم الآن...
لم اليوم بالذات....
لم منك أنت يا من اسميتك"أنا" يوما ما...
لم تساعدني يا صديق....
بل....


كان الموضوع قد انتهى قبل أن يبدأ...لم يكن يحتاج الأمر إلى كل هذا...لم يكن يستلزم منك تضحية غالية كهذه....كنا قد أنتهينا...عندما بدأت.
لم يكن تخمينك صحيحا....لم تكن تمتلك الجرأة حتى لتختار التخمين الآخر....أقنعت نفسك وحاولت إقناعي....وكدت تنجح....
أتذكر....
لا,لن أبدأ سلسلة غير منتهية المواقف من الذكريات...فأنت وحدك من تعلم...وحدك أنت فقط من كان يجب أن يعلم...أنت....

07‏/07‏/2012

رائحة ذكريات محترقة

"ماذا سأخسر بعد.....؟"
سألت نفسي الليلة متهكما على كل ما حدث....استفقت للحظة....انطلقت نحو المرآة مهرولا....طلعت عليها لأجدني متفاجئا بما أراه...أنا اليوم رائع...أنا اليوم جديد...أنا اليوم أفضل...
تجرأت على إطلاق رصاصة ثورتي على القدر...أعلنت النضال على حرفين محرمين في ديانات السماء جميعها....أتحدى من أجلهما كل قديسي الارض،والحكماء والمجانين...أذقت نفسي طعم الهزيمة وانتصرت...خرجت مثخن الجسد منتصر على ما وقف كل تلك الأيام حاجزا بيني وبين ما يجب أن أكون....خنقت ذلك الحيوان الصغير المسمى الخوف....أقتلعت رأسه بيدي المجردتين...سأقف الآن وأصرخ بملئ فمي"كفى..."....سأنتصر اليوم على كل أوجاعي وانتقل لخانة الأخذ...سأفتح ذراعي واحتضن باقة أزهار الأوركيد وأعيد رونق الحياة لها...سأحملها وأضع قلبي بطاقة حمراء على طرفها....وأهديها لأول أنثى أصادفها...............وأعشقها.
وأنسى كل آلامي....وأعشقها بجنون حب أول...وألقى خلف الخيبات آلامي القديمة....وانطلق نحو الشمس لأحترق بها وأغير لوني القديم....وأقلب شريط مسجلي على أغنية مرحة الدندنات....وأطرب عليها بجنون سكران.



سأستيقظ بالصباح وأفتح نافذتي للأمل المحمول على خيوط الشمس لعل القليل منها يتسرب إلى روحي المظلمة....أنير بها قليلا لأحلامي المستقبلية....دون ألم...دون حزن....سأفتتح نهاري بفنجان قهوة بملاعق سكر زائدة عن المعقول...أضيف كل ملعقة بفم تمزقه الأبتسامة....سأختار ثيابي بحذر،بألوان مفرطة السعادة...فكل يوم هو اليوم الكبير...أبهرجها بالكثير الكثير من السعادة....واستعمل ما تبقى من قارورة عطرك،ليشتم كل من يراني نسيانك متغلغلا في ملابسي....وأنطلق بأملي نحو ما لن يعرف مصيره سوى من صمت متأملا ببقاياك على على ذراعي....

ألم مخدر

جسدي متخدر....آسف يا صديقي على سرقة الوصف...لكن ليس هناك تعبير آخر لما أنا فيه...فأنا أكاد لا أشعر بشيء....اطرافي مخدرة...ورأسي ليس لي....وقلبي لا يؤلم...وروحي تقفز من حالة لأخرى...أعلم أن الذي أنا فيه الآن لا يسر أحدا...ولا حتى أنا،لكني أخطأت...بالفعل أخطأت...أخطأت حينما أخترت الرد على تلك المكالمة...أخطأت حينما ارتئيت الجلوس مع بأس البشرية على الجلوس مع نفسي وحل المشكلة...أو بالأحرى،أيجاد المشكلة.
رأسي يتفجر من شدة الضغط عليه...اريد أن أنام،أريد أن أموت الآن...أموت وأعلق ذنبي برقبتك إلى الأبد....لا أريد أن أتألم بعد...فمهما كان ذاك العذاب الذي يتحدثون عنه بعد الموت،فلن يكون أعظم من ألمي بك الآن....اريدك خارج حساباتي،أن أطالع كشف حساب أيامي دون ان ارتطم بأسمك....أرتجف كلما مر اسمك بفكري...كغراب أسود لا يكل التحليق فوق آمالي....لا أحد يعلم مدى ألمي بكل كلمة تخرج من روحي لتصلك...حتى أنت،فمهما آلمتك حروفي فلن تصل لدرجة ألمي....أريدك جانبي،تضمض جراحي وتمسك يدي بالأمل ذاته كل مرة...وتخرجني من جبروت القدر للحظة....الحروف تتكسر على فوهة ورقتي الصفراء...وأنا لا أشعر سواك,الألم ليس أنت والحزن ليس أنك والحب ليس أنت ولا حتى أنت.

.لن أكمل أخراج عواصفي....فقد تحرق روما الليلة....تصبح على واقع

04‏/07‏/2012

ذات انتظار


لن تأتي....
إعادة ترتيب المساء ليس بتلك السهولة التي تكلم عنها درويش....
يحتاج الأمر لأكثر من مجرد الوقوف والبدء بأزاحة كل تلك الأشياء التي حضرتها لها....
يحتاج إلى جرأة أعظم من مجرد الأنتظار على مقعد ليلكي الأحلام....يحتاج لأكثر من حجر ألماس يعلو خاتما فضيا بصندوق منمق الألوان ملفوف بعناية....يستلزمني أكثر من خمس سجائر وعشق مهذب الحواف....أكثر من كوب قهوة سوداء بسكر خفيف وتأمل عميق....مسائي أكثر فوضوية من مسائك يا درويش.

   خيبتي أعظم...خيبتي أكبر...خيبتي ليس بأنثى لم تأتي.....خيبتي ليس بوقت خذلني بالأنتظار....فأنا أحب الأنتظار.....لكن خيبتي كانت بقدر مؤلم متجني غادر....يسخر مني في كل مرة....وأنا أتألم كل مرة...كما لو كانت أول مرة.....كما لو كان صباح كل يوم هو ذات الصباح.....كما لو كان عقارب الساعة تهزأ بنا فتعود للوراء كل ليلة ونحن نيام.....وتنطلي علينا الخدعة،ونستيقظ كل صباح بأمل جديد لنعود آخر الليل بخيبة جديدة...خيبة أخرى مؤلمة،كما الخيبة الأولى.

   النسيان ليس شرب كأس نبيذ أو حتى كسره....النسيان ليس ببساطة تغطية المرآة لنتهرب من ملامح جراحهم على وجوهنا.....النسيان لن يأتي بكلمة...أو بيت أو حتى قصيدة،ولا حتى بدواوين شعرية مستوفة على رفوف الزمان.....النسيان من السهل نسيانه.

03‏/07‏/2012



الأحزان الملعونة لا تريد جوقة من المهرجين لكي تنتزع نفسها من أكفانها

.....

 أنها تنتظر،وفي لحظة تقف شامخة مزدرية ، كأنها تترصد لتفجر.



-عبد الرحمن منيف