18‏/07‏/2012

هي...وما بين السطور



"الكتابة،نقص المناعة المكتسبة للروح"
-محمد حسن علوان

   أفيون الروح....تخدر أحاسيسك لتخرجها منك ببطء....الكتابة دين آخر....لم تأتي به أي سماء...ولم يبشر به أي نبي....تـقـتات على فتات الروح....تتشرب الحب كاسفنجة...تنقل الحزن من شكله المؤلم إلى حالة مشاركة علنية....تصل إلى الأرواح التائهة فوق الغيوم....العزلة فرصتها الوحيدة للأنقضاض عليك...فحرارة الأحاسيس المشتعلة تضعفك لتصبح فريستها السهلة.....عالم لن يخوضه قارئ النص مهما بلغ من الفهم للكلمات والأحاسيس....ومهما حاول معايشة الحدث بكل تفاصيله.

   كلماتنا الهاربة من فجوة الروح التي خلفها الدهر...يعيد القلم فتحها لتنساب فوق الورق جملا ومعاني....وتترك ارواحنا تضج بفراغها....خاوية بلا سبب لتعيش....فنذبل كوردة أمتص رحيقها ورونقها...ونموت ببطء...بنقص المناعة المكتسبة للروح.


   كنت أبحث عنك بين أوراقي ذات حزن...أبحث عن رائحة عشقك بين سطوري....كل واحدة منهن كانت تبحث عن نفسها بين الكلمات التائهة....تحاول أقناع هوسها أنها وطن تلك الكلمات...أنها أرض محشر نصوصي...أنها بطلة تلك القصة....لكن هناك،في القعر،في سحيق قرارة نفسها تعلم أنها ليست شيئا يذكر...أنها ليست سوى منديل أبيض جميل مزركش الأطراف....نمسح به دموع غياب الحقيقة...وأرميه وأمضي.

   كل ابن أنثى منكم كان يقرأها بين سطوري....كان يعلم جيدا أنني أكتبها...وأنني مهما حاولت أخفائها بين الكلمات....فسيبقى نورها يتقد خاطفا بصر كل من قرأ....كلكم كنتم تعلمون ذلك....إلا أنا..!!!!   تظنونني أمزح،أنا المخدوع الحقيقي فيكم...أنا من كانت الغشاوة تملأ عينيه....لم أعلم أنها واضحة كل هذا الوضوح في كلماتي...لم أكن أظنها ستخرج مع عذابات روحي لتتسلل وتختبئ بين أسطري....لم آخذ لمعان الكلمات على محمل الحب....هي من كانت تبرق كلماتي...هي من كانت تتلألأ فوق حروفي....هي من كانت تسود نصوصي.
كان حريا بك يا قارئي أن تنبهني...أن تقرصني لأستيقظ من هذا السبات الذي أحطت روحي به....أيقظوني أرجوكم....كلما لمعت في فكري....أضربوني....كلما هذيت بذكراها....اسكبوا علي الماء البارد....وأيقظوني.