07‏/10‏/2012

كأس الأعتراف ما قبل الأخير



   في جوف ليلة قمرية ساكنة....ريح خريفية باردة.....تداعب أغصان الذكريات المجردة من أوراق الأمل.....والحنين يضاجع الوحدة بسادية مغتصب.....شيء ما يرفض الخروج....يتخبط بأكناف روح تضج بما فيها.....يلح عليّ برشفة أخرى من كأس البوح الماجن.....يطالبني بآحالة العقل إلى النوم المؤقت....ليفسح المجال أمام القلب بالحديث بما يريد.....أنها أعراض الشوق تحتل أجزاء جسد معتل بالحنين.....يصارع ذاكرة مهترئة تستبد على أيامه بوقاحة مستوطن....هل سأخسر واقعتي مع القدر ببرد تشرين؟

   يسأل بجرأة,هل يعقل أن تبقى أنثى بقلب رجل كل تلك السنين؟....أجيب بسخرية,لا تعلمون شيئا عن الرجل المدعو"أنا"....استطرد بالسؤال,من تكون تلك الأنثى لتفعل كل هذا؟....اعذريه,لا يعرف شيئا عنك يا "أنثاي"....صحيح,فأنا لازلت أسميك هكذا...بكل ما تحمله ياء الملكية من أنانية....وكل ما تحمله كلمة أنثى من عشق.....فما أنا سوى حب أنثى,وبضع خيبات.....هكذا أنا.

   يكمل تحقيقه الذي لن ينتهي إلا بنزف جرح لن يندمل......منذ متى؟....منذ أن انتفض قلمي على زاوية الدفتر بـ"سيدتي" أول مرة....أرده بصوت مرتجف.....عندما كان الليل أقصر,والشمس أجمل ما قد ترى عيني.....يكمل,أين أضعتها؟....على مفرق التخلي الأخير,حيث اللوحة الأعلانية التي تقول"تتخلى الأشياء عنك,لأنك لم تتحلى بالشجاعة للتخلي عنها"....هل تندم؟....لقد أجابك نزار قبل زمن حين قال"ولو خيروني....لكررت حبك للمرة الثانية".....هل تحبها؟....برشفة أخيرة من كأس الرذيلة ودمعة هاربة من محجر اعتاد السيول....وقلب لازال يتفطر حزنا...."لا أدري!"

   نعتاد...هذا كل ما الأمرة....يصبح الحزن عادة,والاشتياق عادة,وحتى اليأس عادة.....وكأن النسيان ضرب من المستحيل...أو رواية خيال علمي تستمتع بقرآئتها,تسعد بأحداثها....لكن تعلم أن نصفها كذب والنصف الآخر مبالغة....ويصبح مؤنسك الوحيد قمر....وأمطار شتاء بارد تطرق نافذتك....وسنين طوال بفصل واحد.