17‏/10‏/2012

خطوة



   كنت أصارع خطواتي المتقدمة للخلف....أحاول الموافقة بين خطوات الزمان وخطوات المكان,بين تينك القوى الداخلية العظمى...عقل وقلب.....قدماي تجران جسدي نحو الواقع,وروحي لازالت تتشبث بأوتاد المبادئ الأولى على أمل تراجعي أو تغيير رأيي بالتحليق نحو الأحلام....تسحبني للخلف بكل قواها الأقناعية والترغيبية....تغريني بوعود لم أعد أؤمن بها منذ عقد الخيبة الأخير....أداري رغبتي ولهفة شوقي بسلاح التكبر....ولا سلطة لي عشق أستهلك أملي,وبات أعقد أحلامي.



   وفي ظلام أفكاري الدامس....كنت أصارع رعب الخيبة المستشري في عروق ذاكرتي....أنادي على جرأتي بكل ما أوتيت من شجاعة...فهناك حياة لما أنادي....اطلي جدران المنطق برصاص عازل لتأنيب الضمير....وأغض الطرف عن هواجس التكهنات المخيفة....واستمع جيدا للحن الحياة المغرد من اواسط الأمل....اترنم على أصوات احلام وردية التصنع...والملم الايمان من على أطراف الذكرى.

   بكثير من الثقة...وقليل من التبرج...كانت تتبختر فوق أوجاعي...تقفز من ندبة إلى أخرى ضاغطة على نتوئات جروحي...تنبش كل مواضع الذكرى باستقصاء عامل منجم باهت النشاط غير مكترث بفوضوية البارود بكشف ما في قلبي/الصخرة من لعنات وكنوز....بريق الذهب اعمى عينيه عن ملك فرعوني مستلق فوق لعنة مرصودة ترافقه حتى آخر نفس في الحب....لا تقتربي أكثر،فحتى الراصد قد يستعصي عليه الحل.

   لتلك الغيمة التي احتضنت لقاء أعيننا الأول رائحة....أكاد أميز رائحة مطرها المنثورة هبائا على ضفاف اللوعة....تجمع ما تبقى من غرورنا المكابر في زجاجة عطر فرنسي فاخرة....نستنشق ندمنا منها كل صباح اشتياق....ونغرق اعناق كبريائنا بها عند الحاجة.