13‏/10‏/2012

على شفا حب

   يغمض جفنيه بسعادة....ينكمش فوق السرير ضاما يديه إلى صدره....يعيد تكرار الموقف في ذهنه للمرة التاسعة..العاشرة..لا يدري....يستحضر كل ما حدث بتفاصيل أدق من تصديقه لها....بجد علامة،شيئا جديدا في كل مرة.....وكالات أنباء العالم أجمع لن تغطي ما حدث بين وجنة وحاجب,بين اعتذار وابتسامة....لن يبحث أحد معه عن قلبه المفقود/المسلوب...فما رأوه اصطدام يحدث كل يوم,لكن حبا كهذا لا يحدث سوى مرة في العمر....سقط كبريائه الشرقي سهوا قبيل آخر ابتسامة....وأندس هاربا بين أوراقها,ليعود بخبر ما عنها...



   أكانت الثوان الاربع كافية لأيقاف قدر بأكمله على مفرق الخطيئة الكبرى....أو على نقطة إلتقاء قدرين إذا صح التعبير....أكانت شهقة الدهشة التي اطلقتها نداء عشق من نوع آخر.....أم أن تورد الوجنة اليمنى لحيائها يقينا على اعتناقها لدين الحزن مثله....هل كانت تهرب بعينيها بنا بعيدا عن زحمة الواقع بكل خيباته....هل كانت تنتظر عثرة صدفة كتلك لتخرج بها إحساسها....وهل كلمتها"لا عليك"كانت تداري بها أوجاعه عنه وتواسي ما يخالج صدره....!؟

تجمد في مكانه,أصابه الخرس فجأة....نفسه مكتوم لدقائق....نسي أين هو,وإلى أين كان ذاهبا,حتى نسي اسمه....يسير على غير اتزان....يتخبط بثنايا ليله الذي امسى برنامج نقاشات سياسية بيزنطية....لا يخرج أيُّ أطرافه خاسرا....ولا منتصرا..

   لو اتيح له استنطاق دفترها الداكن الحمرة ليعلمه بحقيقة ما جرى....ليقص على التاريخ احداث تلك الملحمة التي حوت سنين وسنين من العشق المكتوم وثوان مما يعدون....ليروي قصة سقوطه وجدار وحصن....حصن كبريائه،وجدار حيائها.....ويحكي لهم  عن احتلال مملكة شرقي بنظرة وابتسامة.