08‏/08‏/2012

أقنعة

قلب حائر...يصول ويجول باحثا عن اللاموجود....عن قلب يستمع,بين كل تلك الوجوه المتجهمة والعارية من الحب.....يلهث راكضا وراء طيف من نور مبتغاه.....لمحه ببديهة عالية من بين تلك الجموع....لكنه كالعادة يضيع أثره....وينهك نفسه بلا طائل متل كل مرة.



ضوضاء البشر تخيفه...فهو كائن ليلي...يكره الزحام ولكن لقمة الحب الصعبة حتمت عليه الخروج من عتمته وسط نهار صخب مليء بالضجيج المتعب....يتوارى دائما خلف سحنة قليلة التجهم....يستعملها كغطاء يتوارى خلفه من الأعين.....فربما يقبض عليه يوما ما متلبسا بجريمة عشق....يحكم أثرها بتهمة الحب مع سبق الأصرار....ويعدم أمام كل تلك الأعين التي تخاف أن تؤول بها الأيام إلى نفس المصير....فوئدت قلوبها قبل أن تكبر وتجلب لهم العار.....هي كذا أيامهم،تجهم وإنكار طبيعة.

وبقي الحائر يتوارى من زاوية لأخرى ومن ظل لآخر حتى يجد حائرا كحاله ليرتكبا في حق بعضهما أشنع مجازر العشق....في ظلمة الليل...بعيدا عن أقنعة الجمود تلك.