30‏/09‏/2012

تشرين الأنحدار



"وها أنا أهوي من على صهوة التماسك.....أخسر نفسي شيئا فشيئا"


    ليلة مفرحة حزينة...أتململ فيها مكاني....أتقلب محاولاً التغاقل عن كل ما يحدث,وما حدث.....وأتناسى التاريخ والأساطير القديمة وعلم الفلسفة....أريد أن أناام.....لكن بلا جدوى,أستعطف فنجان قهوتي بالتوقف عن مناداتي داعيا لملئه مرة أخرى.....لكنه يفوز علي بلحظة ضعف أنسانية أمام إدماني للسواد.....سأكتب اليوم لأسطّر مجزرة من الخيبات في أولى ليالي الخريف الماطرة....وكبوة أولى على عتبات تشرين المآسي.....سأصطف وراء كلماتي منتظرا دوري لأعدم على شفاه قارئي...وأموت بين دعوات مظلوم صاعدة لسماء مفتوحة.



    عام يضاف إلى رصيد السنين العجاف السبع التي كُتبت علي في حلم خاطئ بالمرأة الخطأ في زمن الخطيئة.....شيء لم أدركه إلا بصوت جرس هاتف...جاء متأخرا بقليل,بأعوام فقط....وسويعات زرعت فيّ معنى آخر للخيبة....كانت الشمس قبلها تشرق من الغرب....لكنها ذاك الصباح أدركتني من شرق الأمل....توجست منها وتذكرتك....فاستغفرت الله على ذنب أرتكبه متعبد بحق ذاته.....صباحها,أبت الحياة الوقوف دقيقة صمت حدادا على روحي التي اغتيلت.....فشرف القتلة التي تتبناه يحرم عليها القتل ثم النفاق لضحاياها....وكأن النفاق أصبح جريمة لا تغتفر أما خنق الأرواح بحبل الخذلان المنسوج من عبق عطرها......هل توقف التاريح يومها,أم أنه بدأ ذاك اليوم فقط.؟.....فالزمن تجمد,وبتلة زهرة الكالا الوحيدة سقطت مقطوعة الأنفاس وسط رياح الخريف الباردة......يومها أصبح لـ"التوقف لحظة" معنى جديد....فاللحظة هنا قد تعنيي يوما أو شهرا أو عاما...ولربما عمرا بأكمله...لازلت لا أعلم.

ماذا تقول حين ترى يدا ضممتها يوما إلى صدرك بكل حب الكون....وأنت كعاشق نهم,تستقي من عينين لن تمل منها طيلة عمر آخر فوق عمرك....وقلبك معلق على غيمة متمردة على الرياح.....أنامل تتعلق بقدر غيرك،تمسح على وجهه باليمين وتشد على جرحك بالشمال.....وشفاه تنطق بكلام-كان من حقك - لآخر هجّرك واستوطن وطنك....لكن بذات العيون التي لازلت عطشا منها.....قل لي،ماذا ستقول....؟

كم نصاَ (أخيرا) كتبت فيك....وكم مرة (أخيرة) أخرجتك من علبة أسراري,أبوح بالقليل منك....وأعيدك على عجل لمكانك الأوفي.....رف النسيان المرجح....كنت وستبقين هناك إلى ما يشاء الله