21‏/09‏/2012

أنا وأنت....والمقعد الثلاثي



   برداء الحزن ذاته....أجلس أنتظرك على أحر من العشق....أنطر وردتك الصباحية البيضاء أحيانا....والصفراء غيرة أحياناً أخرى...والحمراء عشقا اليوم.....أنه فجر خريف كئيب,يضفي على كل ما يقع تحته قليلا من الحزن المنمق....يجعل كل الأشياء تبدوا براقة بعيني....ها أنت تشرق من بعيد بمشيتك اللامبالية التي أحب....وابتسامتك المختبئة خلف ملامح تصنع الرجولة....وقميصك الأسود المتحرر من آخر زرين من الأعلى.....والجبنز الأزرق الباهت من هول ما رآه معك.....تتعمد دائما إحضار فنجان قهوة واحد,سادة....دون تنازل.



   ها أنت تقف أمامي برجل مشدودة وآخرى مرتخية....منزلا قناع المكابرة عن وجهك,تضعه جانبا على مقعدنا الثلاثي,وتجلس.....تبتسم  وتناولني كأس القهوة من الجهة ذاتها التي تركت آخر رشفاتك منه علامة فارقة...لتذيقني طعم العشق الصباحي المتخم حناناً.....أحاول مبادرتك الحديث بالسؤال عن حالك....احاول استنطاق شيء فيك غير عينيك التي لم يعد ادراكي يسعفني بفهم ما يدور فيهما....ولكنك كعادتك تهزمني بكلمة عشق تعطل تفكيري وتذهبني بمقعدنا الصغير إلى حرم آخر بلا قاعات تدريس أو مكاتب....وبلا كراسي أو كراسات....حرم الحب العظيم,حيث يتعلم العشاق الحب دون كتب أو أقلام....بل تعلمهم خضرة الأرض وزرقة السماء درس السعادة بسلاسة ودون لبس.....يتشربون الحياة بنظرة واحدة لزهرة بيضاء كأنهم يتعلمون لأول مرة في حياتهم درس بهذه الأهمية.

   تلهث العقارب نحو الثامنة متسارعة....كحيوان مفترس,تسرع للأنقضاض على لحظة جميلة.....ياااه,كم عشقا سقط منا على هذا المقعد....وكم حزنا أنسانا أياه....وكم حزنا زرع فينا....وبقي راسخا بذات السكون ولم يشي بنا للزمن.