11‏/11‏/2012

على عتبات طيبة


   المسودة الخامسة....فنجان قهوة بارد,وبطارية حاسوب تكاد تنفذ....وأوراق السجائر اتنهت مني,وأنهتني......ولم أخرج بأي حل معك يا "أنا".....منذ يومين لم أكد أسمع صوتي,وكأن الكلام قد نفذ مني.....سكون يحيطني من كل جانب.....جالس بذات الحيرة أصارع صدى كلماتك يا صاحبي برأسي....أبحث عن مخرج لي ولك من خانة أوقعتنا بها ترهات خرجت خطأً من فمي.....لم أرد لك أن تعرف,لم أقصد منك حزنا,ولم أعني سحبك لوادي الواقعية الذي أغمر نفسي به.....حاولت جهدي إبقائك متأرجحا بين جمال حلمك وقسوة الواقع....هناك على نقطة الأتزان,على سراط الجنة والنار.....لم أكن لأخرج كل ذلك البوح والأعتراف أمامك لولا أن وجدت فيك من ينصت.....لم أكن لأغير مجرى حياتك ببضع أحقاد دفينة وسلسلة متتابعة من الخذلان عالق في صدري منذ ازل.....

  ما يزال وقع صوتك المختنق ببعض الكلمات وغصة,المتحشرج بدمعة ورشة شفقة.....يلتف حول عنقي شيئا فشيئا.....يخنقني,ويبتلع ما تبقى من تماسكي بلقمة واحدة......لقد فعلت ما وصفتني به يا صديقي بحذافيره...فها أنا أهرب من المشكلة بأستفراغ الأفكار على سطح البياض الذي عادة ما يحمل ولو القليل من همي وحزني.....لكن بدون جدوى,فأنا مشتت.

  العاشرة,تدق ساعة الحائط مكملة دورة حياة ساعة زمنية جديدة.....أنهى بها القدر ما توجب عليه,وأنا لازلت جالسا كما أنا....لا جديد......أهلوس بقليل من الذكريات لعلي أخرج منها بعبرة أو حكمة أو شيء يستفاد منه في مأزقي هذا.....توقف,خطرت لي فكرة...أنا لن أقول شيئا....ولن أفعل شيئا.....فلست بمارد مصباح يسطع على كل شيء....وما أنا بإلاه عشق عذري يجمع المتحابين بأسهمه ذات الرؤوس الحمراء.....بل أنت من سيفعل,سيقول,س/يحب......