30‏/12‏/2013

حبك...وتاريخ جديد




   لأني كدت انسى شكل رسم حروف العربية من يدي...ولأني قد مارست كل أشكال البوح كتابة وصمتا وصراخا وجنونا وولها....وسردت سطور الحكاية شطرا شطرا وخيبة خيبة وتركتك والذكرى تتعلقان بحبال ما كتب....بين حقيقة ما حدث وخيال من سرد....ولم أترك للحزن ثغرة يتسلل منها نحو الحلم ليسمم ما تبقى منه بعد....ولأن الغياب استنزف كل اشكاله معك...واصبحت ذلك الغبار البعيد الطافي بآخر الغروب عند حد الفصل بين السراب والشمس...ولأنك رائحة الاخلاص التي تفوح من أشياء الذكرى المقفل عليها في علبة السنين....ولأن المسوادات ما عادت تحوي كل تلك الحواديت الصغيرة ذات التفاصيل المهلكة تأملا واستحضارا....وآخر نسمات نقاء العاطفة التي هبت على أوراق ما حاولنا زرعه في قحل واقعنا قبل أن يسقطه خريف القدر والفراق...ما عدت أكتب.


   لأنك آخر ما علقت عليه عمري...وانتقلت بعده أبحث عن عمر آخر أفنيه بين صديق وفي وأيام....تأخد منك رصيدك بها في سعي غير منقطع تبحث معه عن حياة....تشبه إلى حد ما معنى الحياة....كلمة ما عادت تنفع في قاموس من سبقوني إليها...لكن معك كانت لتعني أكثر من مجرد كلام.

لأن بضعة آلاف من النظرات كانت تحاول رصد ما حدث.....وتقول في نفسها"أيعقل هذا؟!"....حتى ما عادت سلة المهملات الألكترونية هذه تملأ اعينهم....وهم علموا قبلك أنها ليست لهم....وأن ما قيل لم يقصدهم، بل قصد تلك الرمادية بين جفونك لتراها....لتكشف في نهاية الكلام أنهم رأوك جميعا، عرفوك جيدا وأن الوحيد المقصود من الكلام....للأسف،لم يقرأ....آه عادي.....ذنبي أنا....أعلم....فأنا لم استمع لأبي العشاق نزار عندما قال:" إن الحروف تموت حين تقال " لم أعي أن كل تلك الجثث الملقية بأنحاء ضفة البوح هذه كانت ستكون شيئا أجمل لو لم تعدم غرقا...ورسائل مقننة في بحر غيابك الواسع...أعتذر....ليس منك بل من الكلمات.

وبمناسبة الحقبة الجديدة...سأسطوا على الذكرى المخبأة...وأسرق منها بعض الكلام...وأقول بنهاية النص...أن حبك خرج من خانة الشعور...وتبرأت منه العواطف كما القلب....واتخذ شكلا جديدا لن يأخذ مكانه شيئا آخر....إلا عند انطفاء شعلة هذا المكان...أصبح دينا أسير على خطاه في رحلة البحث عن عمر....أضعته يوم فقدتك....ملة أو طائفة سيسير عليه البشر يوما...وتأخذ مكانها من الواقع كمان اجتاحت يوما تلك البقعة المهولة من خيال...خيالي أنا.