26‏/01‏/2012

لقاء أبرد من كانون

كعادته جلس في مجلس ثرثرة لا طائل منها سوى تضييع وقت فائض...جسده حاضر وعقله في غياهب الضياع....يفكر كعجوز بما قد حققه وما أنجز في حياته....أخرج علبة سجائره يلتقف السيجارة كنعمة من السماء ليشتكي لها في صمت همومه وما يثقل قلبه من كلام فارغ يسمعه من أفواه من يسموا أنفسهم طلاب جامعات....أشعلها في عجل وأخرج دخانها مع آه لم تكد تسمع ممن حوله....لمح بريق عينيها في سحابة الدخان الكثيف الخارج من فمه،فتبادر له في البداية أنه خيالها الذي لم يتره مذ غابت آخر مرة....لكنها كانت هي،ذات العيون الساحرة،طريقتها التي تأسرها في لبس الشال....لم يتوقع لقاء عينيها بعد كلماتها الأخيرة"أشبع من عيوني لأنك لن تراهما بعد اليوم"وقبل أن تغرق في الزحام لتعود لمكانها في عقله...غابت دون أن تراه،دون أن تعرف جبال الشوق التي تعتريه....غابت دون أن تترك خلفها سوى ذكرى وصدى صوت.....