08‏/11‏/2011

صباح هادئ

   منذ أن كنت صغيرا كنت اسمع "الكبار" يتكلمون عن متعة الأستيقاظ مبكرا وعن جمال الرباني الكامن خلف الجبال أثناء خروج الشمس من خلفها،لكني لم أعلم حقيقة الأمر إلا بعدما كبرت....وعشقت...ومتّ،فرائحة الهواء في الصباح تختلف كليا،خضار الأشجار بات خضارا آخر،حتى صوت فيروز أصبح صوتا آخر،معانِ كثيرة لا يمكن للكلمات وصفها تتجمع في الأنسان لحظة احتسائه لأول رشفة قهوة من فنجانه الساخن،حتى الهدوء الخارج من الجريدة يمنحك سلاما داخليا لا مثيل له.كم من الغباء الذي يعترينا عندما نظن بأن عادات الكبار أصبحت"بالية" أكل عليها الزمن وشرب.






أنعكاس قطرات الندى على أوراق الشجر المزروع على الجبل المقابل لبيتنا،البيوت العتيقة منها والجديد،جملة (أكون أو لا أكون) التي كتبها جارنا على حائط بيتهم،عيون أبي الشاحبتين الحاملتين لآلاف المعاني والكلمات المفهومة منها والغير مفهومة،صوت العصافير...كم قرأت عن زقزقة العصافير في الصباح،لكن سماعها عالم آخر،صوت الراديو يحاول أبي ضبطه على أخبار"صوت اسرائيل" يشوش علي كل هذه المتع،ههه....أي صباح عربي يخلو من السياسة ونكدها.


ثورة هنا،مظاهرات هناك،الدولة الفلانية تستعد للهجوم على فلان،ههه....كم نحن ساذجون،منذ أكثر من سبعين عاما وجدي يستمع لنفس الكلام حتى فقد سمعه،ولم يتغير شيء،لكن الأمل لا يزال يحركنا ويدفعنا للأمام......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق