14‏/12‏/2012

موت على عتبات الحب...طيبة

"قال:
انثر بذور الأمل فوق نصوصك....لعل إحداها تنبت شجرة تخرجك من مستنقع اليأس الذي تغرق فيه"

   قبيل غصة الاحتراق الأخيرة....علقت آخر شحنات البوح في حلقه....توقف عن الكلام كمن يحتاج دهرا لاستجماع نفسه مرة أخرى....ما كان يجرؤ على الخوض في ذكرها قبلا,لكنه فعلها اليوم,مرتين.....وردة بيضاء عُطفت على حروف أسمها الخانقة...ويأس مهول يعتاش على خذلانه المختلق في الثانية....أنه خائر التماسك الآن،يداري قطر الأسى من عينيه ويفضل الصمت احترازا لمزيد من الألم لهذه الليلة....وعكة حزن واحدة تكفي لعمر.

   تحامل عليه برد الشتاء واكتظاظ الذاكرة تلك الليلة.....اجتمعا ليولدا نهرا لا ينضب من الصور المتتابعة لكل تلك الآلام الصغيرة....فللألم فصل،تنتهي به الأحلام وتجر في جوف سكونها كوابيس الشوق لمن لن يغدو....لا يريد لها أن تنتهي قبل أن تبدأ,ولا بعد البداية حتى....خوف الفقد,لربما كان المصطلح الأمثل.

  ينتظر الصباح بفارغ الحلم،ليهرع متعاطيا حبوب التماسك،ويرتدي أجمل ابتسامة....لتنطلق نحو يوم جديد تواقع فيه الخيال بحرفية ممثل،تلتهم فيه ما ظفرت من الحياة بنهم دون استمتاع....فأنت تمثل دور السعادة فقط...تتعامل مع الأنفاس كديكور مسرحي،يجبرك الدور عليه....وتمارس الحياة بحرفية تامة,غير مستعد للتورط عاطيفا بتفاصيلها....عِشّ كمعفي من حكم بالأعدام للتو....أستمتع بلحظة الحب وكأنها الأخير,كأنك تتأمل عينيها لآخر مرة.....ومثلما قال الرطيان:"الحب يجعل الأرواح أجمل وأنبل".....فاسرح بحديقة الأزهار التي في قلبك ولا تنشغل بغياب سيدتها عنها...أستمتع أنت,ولا تقلق,,,هي ستأتي.

     لم يكن من الصعب الضياع في حب كذاك....واضعا كل الأفكار في كف الترجيح....حبها لم يبقِ شيئا مؤكدا....كل شيء أصبح على(كف عفريت)...أما أن ينجوا,أو أن يحب.


هناك تعليق واحد: