30‏/08‏/2011

رجل الوقت ليلاً...

"إنه رجل الوقت ليلاً" جملة جذبتني في إحدى الروايات,قبل زمن لم أكن أدري ما معنى أن تختلف عن مجتمعك بعاداتك واسلوب حياتك,كنت أعتقد أن التكيف والأندماج في المجتمع هو أهم متطلبات البقاء على قيد الحياة وسط هذه الغابة,ما الذي تغير إذا؟

بعض الناس الذين يعيشون بيننا وفروا على أنفسهم عناء معاملة الناس ومحاولة فهم سلوك المجتمع حولهم,فأنتقوا لأنفسهم حياة بعيدة عنا,هناك في الجانب الآخر.لم تعرفوا بعدعمن اتكلم!

أتكلم هنا عن هؤلاء الذي أنتقوا بأرادتهم أو أجبرتهم صعوبات الحياة على العمل في وظائف وأعمال تناقض في مواعيدها ومتتطلباتها ما اعتاد عليه الناس في أيامهم,كسائق التكسي الذي يعمل ليلاً أو العامل في مخبز الذي يبدأ عمله وينهيه والناس نيام,أو البعض الذين يمكن أن نطلق عليهم"غريبي الأطوار" أتخذو من صعوبات الحيات "حجج" يسترسلون في تلوها على الناس ويستبسلون في الدفاع عنها للهروب من واقعهم المرير,فيمضون النهار نيام والليل في السهر بلا طائل على مواقع الأنترنت أو التلفاز.

أما أمثالي الذين أختاروا الأبتعاد عن البشر ليس لحكم عملهم أو حتى هروبا من شيء أنما للأثنين معا مضاف إليها حب الاستكشاف والأستطلاع,فقد حاولت في الفترة الماضية الأبتعاد عن سلوكي الأجتماعي وتغيير نمط حياتي,فتبين بالنهاية أن ما من شخص طبيعي يتحمل تلك الحياة إلا للضرورة وحكمها,فأبقاء نفسك منعزلا يبعث على الشعور بالأكتئاب والوحدة الداخلة,أو حتى قد تذهب بك بعيدا لتغيير فلسفتك وانطباعك عن حياتك كلها.كان الموضوع منذ بدايته مغالات وتعظيما لبعض المطبات التي قد يمر بها كل أنسان,ومن المؤكد أن الهروب كان أسوء حل لها.


لا تحاول ابطاء ساعتك أو تأخيرها فالوقت هو الوقت ولن يتغير,تكيف مع حياتك ولا تدر لها ظهرك فسوف تزداد شراسة وضراوة.

هناك تعليق واحد: