07‏/02‏/2012

سواد السماء....وموعد

    أدار السكر في كأس القهوة الثالث لذاك النهار،أرادها حلوة ليغير طعم المرارة في حلقه،أو لأيجاد شيء حلو يجابه فيه يومه الثقيل.هكذا هو يغير في الأشياء من حوله،يبحث عن الجميل منها ليحارب فيه السواد والقتامة اللتان تحيطان به.لقد قلبت تلك المقابلة رأسه،يفكر فيما قد يكون أخطأ بحقها به،يبحث عن سبب لما حصل،يتأمل في وجوه كل الأناث من حوله،كأنه أراد أن يستوقف أيا منهن ليستفسر منها عما قد يكون قد قصر فيه تجاهها.يا للحب الذي يلبس الأفعال الغبية الغير مسؤولة ثوب المنطق والصحة.
   
    نعم لقد زلزلته برودتها،فهو لم يعهد فيها أيا من تلك الصفات اللتي توحي بالبرودة أو الغرور أو اللامبالاة،جلس إلى السور متأملا في السماء الغائمة التي بدت كأنها تعلم ما يجول بقلبه من حزن وألم،يال هول ما يحدث.....أبدأ يفكر في الرحيل.لم يتصور نفسه يحب في هذه الفترة الوجيزة وأن يرحل في وقت أوجز،فكر وقد أعتراه خوف من المجهول.فالعمر لا يكفي لرحيلين جواز سفره قد امتلأ بالأختام مثل قلبه الذي لم يبق فيه مكان ليتسع جرحا آخر...فقد عاد لتوه من أجازة مرضية بعد حادث حب واجهه،ولم يستكمل فترة نقاهته بعد.



"لا لن أعترف لها" بهذه الكلمات البسيطة أنهى نقاشه مع نفسه حول أهدار ما تبقى من كرامة الرجل لديه بالأعتراف لها بأنه يحبها حد الموت،يحتاجها،يعشقها بل....يعبدها.وارتشف  آخر ما في كأس القهوة وانطلق إلى المنزل.


وبالطبع،لم يكن مقدرا لحكاية كتلك-في نظره- أن تنتهي بهذه البساطة.فلا بد من.....