26‏/03‏/2013

قصة لا تعني شيئا



   متخشب الملامح كان....صامدا بجفاء....يتردد بين سحنة الطفولة السارحة من وجهه إلى الأفق....وجمود رجل يخفي خلف صمته ألم العالم أجمع....يتنبه إلى فنجان القهوة الذي يكاد يبرد....جلسة قدرية بالمصادفة.....الشارع مزدحم بالضاحكين فرحة في ليلة عيد....وجوه سعيدة....أيدي متشابكة....الأحمر أغرق ألوان الدنيا كلها في نشوة محبة عارمة....يعرض عليه تغيير القهوة...يرفض،يحبها باردة كالليلة.

 "خطأ من إذا"

   لعينيها لون آخر لم تفلح علوم التصوير كلها في ترجمة الرماد المحيط بلهيب مقلتها الأزرق....دائما ما كان يؤخذ بسحرهما...كلما تنبه لذينك المعجزتين الواقعتين اسفل خط حاجبيها،ذهب معهما في رحلة تأمل صامتة لا يعود منها إلا مذهولا كمتعبد أنهى صلاته للتو....يشتم القدر بقهر....ليتمالك بعدها الكتاب الذي كان يتملص من بين يديه هاربا....يا لبؤسه الليلة،يداعب الفنجان برشفة سريعة....ليتركه مرة أخرى لوحده يصارع البرد محاولا المحافظة على بقايا حرارة.

   شباط،يأتي دائما على عجل....بخفة يهطل على القلوب اليتيمة....ينبش فيها بصيص الوجع من تحت رماد الأيام....يوقظ كل تلك الأشياء التي تسبق الربيع بأمنية....هو كذا في كل مرة....ينقذه من نفسه بالصباحات الندية والاخضر العارم على كل شيء.
يعود إلى قلمه...آه،أين كنا....أنها ليلة حب كهذه قبل عامين من اليوم....قصة أنتهت قبل أن تبدأ...لكنها مستمرة حتى الآن....يحسدها على تلك العقلانية التي واتتها في خضم دوامة الأحسايس تلك...فلم يمتلك شيئا من شجاعتها تلك ليفعل ما استطاعت هي عليه....كم هي مؤلمة الفكرة بعمومها...وتؤلمه أكثر التفاصل الشاردة التي لا يلقي لها أحدهم بالا...ولا هي.

   فكما كل الحكايات...يصبح كل شيء فوضويا فجأة....تتعلق حيوات بأكملها على فتات كبرياء...والقليل من التعجرف المستكين....والكثير الكثير من الغباء المدقع...آسف أقصد التغابي المدقع....ذلك الذي يستلنا من ذواتنا ليقتادنا نحو الهاوية....كان يمكن له أن يعدل عن عن قراره....أن يصلح كل شيء بالتوقف عن الكذب على نفسة،وخداع كل من حوله بتلك الكذبات التي بيضها في رأسه مسبقا...فما الهوة إلا فكرة،وجلسة صريحة تصلح كل تلك الأشياء المكسورة بينها....هي لم ترد تركه،ولم تواتيها حتى فكرة العيش لحظة دونه....كانت فقط تأقلم نفسها على تهربه المستمر من تحمل مسؤولية كل تلك الوعود التي قطعت يوما....على الرصيف المقابل،الملتحف ببتلات الياسمين ذات خريف ماطر.....جمعهما معا.


هناك تعليق واحد:

  1. ليس في الافق شعاع امل يدعونا لنرفق رؤوسنا حتى حين نرتشف كاس قهوه

    ردحذف