12‏/06‏/2012

عقب سيجارة

   

    السجائر....انهن عشقي الأول،رفيقاتي الغاليات،مؤنسات حزني،مرافقات سعادتي...يذكرنني دائما بأي حالة كنت وبأي مزاج عشت.
كنت أنهي علاقتي الحميمة بأحداهن،نعم علاقة حميمة بكل معانيها...تبحث عنها في لحظة رغبة جامحة توق وشوق لبنات جنسها...تبدأها كما لم تكن قبلا...تغوص فيها،تسبح في بحرها،تشبع داخلك بها...تتمهل عليها كمن لا يريد لها أن تنتهي...أو أنك تترفق بها لتبقيها بأجمل صورها ما دامت في يدك...تسرح بها في أحلامك...تعيشها كأنها ستستمر معك للأبد،تتناسى للحظات أنها فانية...وعندما تقترب من نهايتها تبدأ بالشعور بنار الفراق تقترب منك...تخافها كأن نهايتها ستقتلك...يتغير طعمها بشكل يجعلك تنسى حلاوة بدايتها.

   أنه الفراق يا صديقي يدنو منكما كأن النار ستجتاح فمك لتهلكك...فتصبح بين نار الأبتعاد عنها وبين نارها الحارقة....البعض يتشبث بها حتى النهاية لتسعه تاركة ندوبا لن تمحى إلا بعد حين...لتعلمه مدى سوء التعلق المفرط...والبعض الآخر يتعلم أن يدعس على أجمل الذكريات بينهما...فيتركها تتعذب بفراقه ولازال فيها بقية من عطاء...البعض جبان،يتركها عروسا في ريعان العطاء ليرميها لمن يتخبطون بها ويدعسون عليها أو يطفئوها للأبد...والبعض يستمتع بأشعالها مرة وأطفائها مرة...فلا استمتعوا بأولها...ولا أنتشوا بوسطها.

   تتخلص منها بحقد...وقد تترأف بها بمزاجبة نرجسية...ترميها خلفك ولا تأخذ ببالك أي نيران قد تسبب لمن بعدك...انها السجائر...عاملها كما أردت...