14‏/06‏/2012

إبتسامات


    كعادته.....يجلس مع نفسه على كرسي يملؤه الأمل الذي غلّف نفسه...فهو اليوم أفضل بدون عشق...قوي من الخارج،بداخل مهترئ  الحزن...على شرفة عشق جديد تطل على العالم بنظرة تفائل وقف بكل كبرياء وهيبة...انه القلب البشري المتجدد بالأمل....وحده القادر على بعث الأمل بروحه الحزينة,وابتسامة...
يبحث اليوم عن عشق يعتقه من ألمه....عشق بسيط الأفكار بريء التصرفات...عشق يكفي العالم كله يقسم على جسدين بشريين بروح واحدة....عشق قليل الكلام كثير اللهفة والشوق...عشق 'العمر' بأختصار.


   كم من الابتسامات التي تحمل في طياتها الكثير الكثير من المعاني تلقّى اليوم....الأبتسامات جميلة بشكلها ومضمونها...لكنها كالكلمات قد تجرح أيضا....كانت أولها اليوم تلك أطلقت من عشقه المهيب بأسراره,الجميل بواقعه وأحلامه....لم يحصل بعد,لكن العشق كالكتب...تغريك بجمال غلافها وبملخص أفكارها...لكن يبقى خوض تجاربه في خائة المجهول....فقد تمتعك حد النشوة...وقد تؤلمك حد الندم.....ابتسامة النصر تلك هزته كثيرا....وزادت خوفه من مجهولات عشق هادئ الملامح كذاك...فالعلافات الهادئة تحمل الأعاصير المهلكة في نهاياتها....لما التفكير بالنهايات الآن...أم أن حمى النهايات المؤلمة استولت عليه,فبداياتنا تشابه نهاياتنا حد التضاد في المشاعر...بداية يطمرها الحب لا بد لها من نهاية تشابهها في الألم....وما فائدة كاتب يبدع الجمل الأستفتاحية الآخاذة ولا يجد جملة ينهي بها الجمال الذي بدأه.

   تبعتها تلك الصفراء التي تلبس ثوب الأبتسامة....آه كم من الآلام تحمل....كم من الندم تحمل...كم من الحب الضائح ستحمل....ضائع بكل تأكيد...حبك غمامة حالكة البياض تغريك جمالها,لكن المشي على الأحلام مهلك....مستحيل كما الحب بين الجن والملائكة,بين متضادين مثلهما......يعلم جيدا أي ألم ترك خلفه وأي نار سوداء مسعورة أشعل في كيان "مستقيمة" كـ "هي"....ثورة نورانية مميتة ستخرجك من ظل الرب إلى نيرانه التي ليس لك عليها جلد...لن يحبك لأنه أحبك وأرادك تمثالا يتطلع أليه كلما يأس....يذكره أن الدنيا لازالت بخير.

   ابتسامات الأغراء....ألد أعدائه بالرغم من جاذبيتها فهي باب مرصّع بالورود الأنيقة المنظر والزكية الروائح تخفي خلفها جهنم بسعيرها....فالحب ليس حذائا جميلا ترينه على "بترينة" أحد المحال التجارية وأنت تسيرين في طرق الحياة....لتقولي بكل وقاحة"أريد مثله"...فلا مثل في العشق,كلنا له طريقته الخاصة بالعشق,طقوسه السرية....لا تستجدي الحب من قلب ليس موجودا أساسا....مهما تجّملت واضفت سحرا ملونا لشفاهك وضربت بعرض الحائط كل كبرياء الرجولة فيَّ...فلن تجدي سوى صدى محاولاتك ردا على استعطاف العشق من صدر أجوف.