01‏/06‏/2012

نوبة اشتياق

   أصوات مزعجة حد الصراخ توقظ صداع رأسي الذي تحول إلى عادة يومية....ثقل جاثم فوق صدري يمنع الهواء من الدخول إلى بقايا الرئة التي أملك....عينان محمرتان مثقلات ببقايا المعاناة الليلة مع ذلك الأرق الذي بات ملازما لي منذ فترة...بخطى متثاقله أتحسس علبة السجائر والقداحة....أسكب قهوتي محاولا استعادة آخر ذكريات الليلة الماضية.
   أها نعم تذكرت،هاتفي يؤكد أن ذلك حصل...صدمة تجتاح أركاني كأني أقرأها للمرة الأولى...بدأت الأحداث بالتتابع في رأسي....جلست مستشرفا ذهولي...أرتشفت القهوة وأشعلت مؤنستي في محاولة لتحليل ما حصل...قبل كل شيء أفضل ما في الموضوع أني كعادتي فضّلت الصمت والأحتفاظ بحقي بالتفكير قبل أي رد متسرع يدمر كل شيء....أي شيء هذا الذي قد يدمر،فلا وجود لذلك الشيء أساسا...هه
   من قال أنني اكتب لها أو لها أو حتى لها...أكتب ما يخرج من روحي لأي روح قد تسمعه....ولن تستمع إليه سوى تلك الأرواح التي لاقت مصير روحي المتألمة....لا أحتاج كلمات منك تواسيني بغيابك...ولا أحتاج رسالة أخرى تضاف لصندوق ذكرياتك...ولا أحتاج عبارات لوم للقدر أو لنفسك على الماضي...عبارات تستنكر فيها علي وقوفي على شباك تذاكر السفر إلى أحلامي الوردية لك..ولا احتاج حتى لدفعة للأمام ترميك خلفي...بل أحتاجك أنت...بجسدك الملتهب بالعشق...وبروحك الزاخرة بالحب.

   المسميات أكبر من الأحداث لديك...فالنوبة تصيب المريض بالعشق الصابر على ألم الفراق...تصيبه عند كل مكان أو موقف ينشط ذاك المكان من الذاكرة حيث يقبع طابور الخيبات...فترفع أولوية خيبة على أخرى لتخرج لخانة الألم الآني....هذا ما ندعوه بالشوق...ومن الصعب أن يصيب من هم بحالتك...فهو لا يعتدي إلا على تلك القلوب الضعيفة المضجرة بالحزن.

   سيدتي...نعم رغم كل شيء لا زلت سيدتي أنا وحدي...لي أنا....لم يكن لهذا الكلام أن يكون إلا لنقاش سعادة عشقية مفقودة من كلينا...وأنت تحاولين أقناعي بأن السعادة ليس كل شيء،إذا ما الشيء بدون سعادة وحب.
من أين تأتيك الجرأة لتلقي علي حملا جديدا وثقة عمياء لا استحقها...فالقلب لم يزل يتعافى من من آثار كعبك عليه،فكيف له أن يتحمل عشقا جديدا يتم ما بدأت به أنت...وثقة تتجاوز الحب والصداقة وحتى الأخوة لتوضع على كاهل غريب مثلي....!

مع آخر رشفة قهوة تنتهي حصتك الزمنية من وقتي الفكري....وتنتهي كلماتي.