22‏/05‏/2012

وردة بنفسج في كتاب عاشق

    كادت الدموع تسقط من عينيه،لكنه يوفرها لوقت يكون جالسا فيه مع حزنه لوحدهما،فهو شرقي ينعاب بدموعه...ليس الأمر بيده،والده هكذا رباه...لحظات الوداع مؤلمة حتى على أقسى الرجال...يتوارى خلف الحشود في محاولة بائسة للتهرب من نظراتها التي تقول شيئا جديدا اليوم..لم يخف منها،فهي"اليوم"كأي فتاة أخرى في ذلك البيت الصغير الذي قضى فيه اربع سنوات عجافا وسمانا في آن واحد...حاول عدم الأقتراب من جاذبيتها له قدر الأمكان،عل هذا النهار يمر على خير...لكن....نعم أنه صوتها تشير له وتناديه ليأتي أليها.....
الخطوات تمر كما لو كانت قرون...آلاف الأسئلة تتدفق من رأسه...الزمان توقف،أنه بجانبها حقا...أي قدرة إلاهية قد تجمعه بالهواء الذي ربما دخل رئتيها،أهي الآلهة تسخر مني أم أن أمنيتي على وشك الحدوث...توقفي يا آلهة الحب عن اللعب بي.فأنا لم أخطئ بحق الحب شيئا...توتره واستعجابه وخوفه وحبه،كلها تحولت إلى ابسامة صفراء علت شفاهه...وعينين تكاد لا تصدق ما يحدث...بلا تحية أو سلام،أخرجت من اللامكان وردة بنفسجبة،امتدت يدها بها نحوه بقليل من الخجل...والكثير من الحذر،وكلمات:
"أحتفظ بها ما دمت حيا"






تغيرت قوانين الفيزياء..فسرعة الصوت أصبحت صفرا...فالكلمات لم تزل في الهواء ولم تصل أذنه بعد...أو أنها بلغة سماوية جديدة لم يقرأ عنها بعد داخل روايات العشق التي تملأ رفوف مكتبته...أخذ الوردة منها وتجمد في مكانه...لا يعلم كيف ذهبت..وبأي أتجاه وإلى أين...لم يدري كيف وصل إلى البيت بعد ساعات لا يؤمن حتى اللحظة أنها مرت.

جلس إلى سجائره وفنجان قهوته..في جلسة صريحة مع نفسة لكشف ملابسات ما حدث..لكنه أمضى ساعاته الأولى في محاولة إقناع نفسه بأن ما حدث لم يكن حلما...فالوردة هنا بجانبه،يفتح الكتاب الذي وضعها فيه بالدقيقة ألف مرة ليتأكد أنها هنا...وأن ما حدث حدث...وبأفتراض وقوع كل ذلك...ما قتله حيرته في الأجابة عن أطنان الأسئلة التي ملأت منفضة سجائرة مرات ومرات
لم فعلت ذلك؟لم اليوم؟لماذا ليس قبل أسبوع أو شهر أو حتى عام؟لم الوردة وليس وداعا رسميا؟لم لي أنا ليس لأي شخص آخر؟لماذا تلك الكلمات؟لما.....لما....لما....!؟!؟؟!!؟؟!!؟



السؤال الأهم,الآن وقد أصبحت وردة في كتاب....هل ستخرج الوردة لتصبح حقيقة,أم ستبقى كالكلمات داخل الروايات؟