26‏/05‏/2012

طريق الياسمين المظلم

      مرتديا يأسه القديم المرقّع سار في شارع كثير الأنوار...مظلم الملامح.كان عادة يقيس المسافة التي سارها بوحدة الأفكار,أما هذه الطريق بالرغم من طولها إلا أنها أنتهت بفكرة واحدة,خبية واحدة.خيبة أخرى أضيفت إلى طابور خيباته,لكن هذه الخيبة المتأخرة عن موعدها المقدر كانت صعبة,فقد لا يأتي دورها في الأنتقال إلى خانة النسيان لسنوات.كان الليل ينتصف عمره وقد كادت زحمة المدينة تنتهي من حزم أمتعتها والرحيل.لتحضر نفسها ليوم جديد....رائحة الياسمين استوقفته,لم يستطع أن يقول لا لشجرة الياسمين التي دعته إليها دون نداء أو أيماء,فقط برائحة.



   أزهارها التي تلونت بلون الضوء الخافت الساقط عليها من بعيد أوحت له بوميض استفسار سهل الفهم صعب الأجابة....أين السعادة؟
هل هي بالمال..أم براحة البال..أم برضا العال..أم أنها بعيدة كل البعد عن كل هذه الأشياء..؟؟
ربما تكون بالعمل لهدف أو بأشغال الوقت بقناعاتنا...أو في مساعدة أحدهم في محنة..أو في إزاحة أذى عن الطريق...أو في  حتى في زراعة شجرة ياسمين في مدخل البيت......يشم رحيقها الخارج من البيت صباحة لتعطيه دافعا معنويا ليبدأ يومه..أو الداخل أليه وتبعث فيه الأمان..أو حتى ذاك المار من الطريق مثل صديقنا هذا.

لن أنهي كلامي باستفهام هذه المرة أيضا....فقد كثرت الأسئلة وما من مجيب....بل هذه المرة بأمل الياسمين لكل صاحب قلب...هه,مثل صديقنا